أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / حوار .. رئيسة قسم البرامج المسرحية في الهيئة الملكية للرياض.. بصمة سهى خان في قيادة وتمكين المرأة السعودية في المسرح
سهاخان

حوار .. رئيسة قسم البرامج المسرحية في الهيئة الملكية للرياض.. بصمة سهى خان في قيادة وتمكين المرأة السعودية في المسرح

في رحلة غير تقليدية عبر عالم المسرح، شقت سهى خان طريقها لتصبح إحدى الرواد البارزين في القطاع الثقافي السعودي وتحديداً مجال المسرح. بدأت سهى خان في فريق المسرح في إثراء لتنتقل بعد ذلك إلى لندن لمواصلة دراستها في هذا المجال ودخول عالم “ويست إند” مما أهلها لتكون جزء من العروض المسرحية الدولية في موسم الرياض منذ النسخة الأولى، واليوم سهى خان مستشارة ورئيسة قسم البرامج المسرحية في الهيئة الملكية لمدينة الرياض، متحدثه وكاتبة، وتقدم استشارات في كل ما يخص عالم المسرح.
في هذه المقابلة، تخوض “هي” رحلة في تفاصيل مسيرة سهى خان المهنية، كيف أثرت تجربتها الدولية على عملها، ورؤيتها لمستقبل المسرح في المملكة، خاصةً في ظل الأدوار المتزايدة التي تلعبها المرأة السعودية في الفنون والثقافة. كما نخوض في تفاصيل تعزيز البنية التحتية للمسرح، وجعل المملكة وجهة بارزة على خريطة الفنون العالمية.

كونك أول سعودية في فريق المسرح في إثراء، كيف كانت تجربتك في تعلم تفاصيل العمليات المسرحية؟
في ذلك الوقت، لم يكن العمل في المسرح يعتبر مسارًا مهنيًا جادًا في المملكة، لم يكن هناك خبراء محليون يمكنهم إرشادي، لذلك اعتمدت بشكل كبير على بعض المستشارين الدوليين الذين تم جلبهم للمساعدة. أول ما فعلوه هو إعداد كتيب يحتوي على 50 صفحة من المصطلحات المسرحية الفنية التي طُلب مني إتقانها هكذا كانت بدايتي في هذا المجال.

لأوسع معرفتي، بدأت بطلب الكتب المتخصصة في المسرح وإجراء البحوث عبر الإنترنت. ومع توسع فريقنا تدريجيًا، انضم إلينا مدير إدارة قاعة المسرح أثناء مهرجانات إثراء، وأصبح مرشدًا لي. عملنا معًا على تعلم الجوانب العملية لإدارة مكان العرض المسرحي.

بدأت أتعلم أثناء العمل على كيفية فهم الجمهور السعودي، وكيفية اختيار البرنامج والمحتوى المناسب، وتنظيم المقاعد بطريقة تعزز من التجربة الكاملة للحضور. نقطة التحول الحقيقية جاءت عندما أرسلتني إثراء إلى إنجلترا لمدة عام لتدريب مكثف مع شركات مسرحية. كانت هذه التجربة بمثابة تحول جذري، إذ طورت مهاراتي وخبراتي بشكل كبير.

حدثينا عن تجربتك في عالم المسرح في لندن، وكيف أثرت هذه التجربة على مسيرتك المهنية؟
في البداية، شغلت أدواراً متعددة—صنعت الديكورات، وأدرت المسرح، وعملت مع مصممي الإضاءة والصوت. كانت هذه التجربة العملية لا تقدر بثمن، رغم أنها تركتني مترددة في تحديد مساري المحدد داخل هذا المجال. ولكن في نهاية العام، وتحت تأثير منتجة محترفة كنت أعمل معها، اكتشفت شغفي بالإنتاج. قلت لها: “أريد أن أقوم بعملك”، فردت قائلة: “رائع، إليك بعض الأشياء التي يجب أن تتعلميها لتصبحي منتجة ناجحة.”

بدلاً من العودة إلى إثراء على الفور، تقدمت بطلب للالتحاق بإحدى أفضل مدارس الدراما في لندن لدراسة الماجستير في إنتاج المسرح. وأتاحت لي فرصة بناء شبكة علاقات وتعلمت أدق التفاصيل المتعلقة بالمسرح.

خلال فترة إقامتي في لندن، تم قبولي أيضاً في برنامج “Stage One” المرموق، وهو منظمة تدعم المنتجين التجاريين في المملكة المتحدة، وقدمت لي تدريبات مكثفة في إنتاج المسرح التجاري. كانت تجربة مثمرة للغاية، منحتني المهارات والثقة لتأسيس شركتي الخاصة، التي من خلالها أنتجت أول مسرحية موسيقية لي على مسارح “ويست إند.”

عند عودتي إلى السعودية، منحتني تجربتي الدولية ميزة كبيرة.كانت هذه الخبرة عنصراً حاسماً في جلب إنتاجات ضخمة مثل “شبح الأوبرا” إلى السعودية. الأمر لا يتعلق فقط بامتلاك العلاقات الصحيحة؛ بل يتعلق بفهم اللغة التي تتحدث بها تلك الشركات العالمية، ومعرفة ما يلزم لتحقيق إنتاجات من الطراز العالمي في الرياض.

كيف جاء تعاونك مع وزارة الثقافة وكيف كان تأثيرك على القطاع المسرحي؟
عندما تم تأسيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، أدركت أنني أريد أن أكون جزءًا من هذه الموجة التحويلية في قطاع الفنون والثقافة.

عند عودتي إلى السعودية، كنت محظوظة بأن تواصلت معي وزارة الثقافة، حيث كانوا في طور تشكيل فريق وطني للمسرح، انضممت إلى هذا الفريق بهدف رسم ملامح مستقبل المسرح في المملكة. في البداية، ركزت دوري على وضع استراتيجيات وتطوير القطاع، بالإضافة إلى العمل مع المستشارين لوضع الأساس لتأسيس هيئة المسرح.

كيف تصفين تجربتك في إطلاق موسم الرياض الأول للعروض الدولية؟
كانت تجربة مليئة بالإثارة والإنجاز. قدمنا خمس عروض مميزة، كان هذا الموسم بمثابة اختبار حقيقي لنا للتعرف على ما يجذب جمهور الرياض ويترك أثراً لديهم. قمنا بدراسة كل التفاصيل، تمكنا من بناء سمعة راسخة لجلب عروض عالمية إلى الرياض، وهو أمر نفخر به كثيرًا، حيث أصبح اسمنا مرتبطًا بالعروض الترفيهية ذات الجودة العالية.

من أكثر اللحظات التي أعتز بها شخصيًا كانت العمل على “شبح الأوبرا”. جلب هذا العمل الأيقوني إلى السعودية كان حلماً تحقق، وعيش هذه التجربة كان أشبه بالخيال.

كما قدم الموسم فرصًا ثمينة للمواهب المحلية، حيث تم تدريب سعوديين في الكواليس، خصوصًا خلال عرضي “شبح الأوبرا” و”شريك ذا ميوزيكال”. بالإضافة إلى ذلك، فتح هذا الموسم الأبواب للتعاون مع المدارس، مما أتاح لنا تقديم ورش عمل في الفنون المسرحية.

كانت استجابة الجمهور مذهلة، وعروض مثل الأوركسترا الحية التي رافقت عرض أفلام “هاري بوتر” أدخلت الفرح والحنين لقلوب الكثيرين.رؤية التأثير الذي أحدثته هذه العروض، ليس فقط على الجمهور العام ولكن أيضًا على المهنيين الطموحين في مجال المسرح، كان أمرًا ملهمًا للغاية.

كيف ترين دور المرأة السعودية في الفنون والثقافة اليوم مقارنة بالماضي؟
اليوم، تحقق المرأة السعودية خطوات كبيرة في مختلف المجالات الفنية، بما في ذلك السينما، الموسيقى، والفنون البصرية. كما تتولى أدوارًا متنوعة—كممثلات، مخرجات، منتجات، وقائدات ثقافيات—مما يعكس تحولًا ثقافيًا واسعًا وزيادة في الدعم لمشاركة المرأة في القطاع الإبداعي.

كما تسهم النساء السعوديات بشكل فعال في صياغة السرد الثقافي، مقدمات وجهات نظر جديدة وأفكارًا مبتكرة. إنهن لا يشاركن فقط، بل يقودن أيضًا ويُعرّفن مستقبل الفنون والثقافة في المملكة.

ما هو دور المسرح في تعزيز الوعي حول قضايا المرأة في المجتمع السعودي؟
تكمن قوة المسرح في قدرته على تعزيز الوعي بالقضايا المجتمعية من خلال توفير منصة للسرد والحوار. إنه ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل وسيلة قادرة على كسر الجدار الرابع—حيث يتحدث الممثلون مباشرة إلى الجمهور، مزيحين الحواجز بينهم—لخلق تجربة تفاعلية تشرك الناس على مستوى أعمق. هذه الطريقة تتيح رابطًا قويًا بين الجمهور والعرض، مما يجعل القضايا المطروحة أكثر قربًا وإلحاحًا. على سبيل المثال، لعبت مسرحيات عالمية مثل ” The Vagin Monologues”دورًا في رفع الوعي العالمي حول قضايا المرأة. من خلال هذه السرديات، لا يُقدّم المسرح الترفيه فحسب، بل يسهم في التعليم، تحدي الأعراف الاجتماعية، وإلهام التغيير.

⁠ما هي رؤيتك لتطوير البنية التحتية للمسرح في المملكة، وما هي الخطوات التي تتخذينها لتحقيق ذلك؟
هناك العديد من المبادرات الحكومية التي تعمل على بناء بنية تحتية قوية للمسرح، بما في ذلك إنشاء أماكن جديدة، وتأسيس مدارس للدراما، وتقديم ورش عمل تدريبية. هذه الجهود تعكس التزام المملكة بتعزيز الفنون. من أهم أولوياتي هو الدفع نحو تنوع المسارح، بحيث تشمل أماكن صغيرة ومتوسطة وكبيرة لتناسب مختلف أنواع العروض وتدعم المواهب المحلية.

تعتبر المسارح الصغيرة ذات السعة ما بين 150 إلى 300 مقعدًا أساسية لرعاية الفنانين الناشئين واستضافة العروض الصغيرة التي تحتاج إلى أماكن حميمة لتقديم تجربة مميزة. كما أن تنوع أحجام المسارح يعد أكثر فعالية من الناحية الاقتصادية ويمكّن من برمجة مجموعة متنوعة من العروض. إلى جانب ذلك، فإن تعزيز التمويل والدعم للمهرجانات المحلية والمسابقات وإنتاج العروض سيكون له دور كبير في تطوير المواهب ودعم المسرح.

كما أنني أؤمن بأهمية تطوير جمهور المسرح من خلال إدخال المسرح في التعليم المدرسي، وتعليم الأدب المسرحي مثل أعمال شكسبير، مما يساعد على بناء جيل من الجمهور المسرحي الشغوف الذي يقدر الفنون المسرحية من سن مبكرة.

*المصدر :”هي”

شاهد أيضاً

عدنات

دورة تدريبية في مهارات الحاسوب لدعم تمكين النساء في عدن

في إطار دعم تمكين النساء وتطوير مهاراتهن في المجال التكنولوجي وتقنية المعلومات، انطلقت في محافظة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com