لم يكن الحديث عن عمل المرأة الكويتية في السلك الشرطي ممكنا قبل عقدين، لكن أصبح وجودهن أمرا واقعا، بل من الصعب تخيل عدم وجود العنصر النسائي في العديد من القطاعات الأمنية.
وزارة الداخلية تزخر حاليا بنحو 1000 عنصر نسائي من ضابطات وضابطات صف وأفراد، وستلتحق أعداد جديدة منهن بفتح باب القبول في دورات للتخرج كضباط اختصاص ورقيب ووكيل ضابط ووكيل عريف شرطي. وفي هذا السياق نتوجه بالشكر إلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف على توسيع قاعدة الشرطة النسائية بتدشين دورات جديدة..تجربة الشرطة النسائية التي انطلقت عام 2008 كانت من التجارب الرائدة، وبعد عقد ونصف العقد على تواجد الفتاة الكويتية في المؤسسة الأمنية أصبحت الشرطة النسائية تشارك إخوانها الرجال في إحدى أسمى الوظائف، وهي حماية أمن واستقرار دولتنا، ومتواجدة بقوة في غالبية قطاعات وزارة الداخلية.
الفتاة الكويتية، ومنذ التحقت بالعمل الأمني، برهنت على عزيمتها وكفاءتها من خلال عملها الدؤوب وأثبتت قدرتها على التعاطي مع طبيعة العمل الأمني التي تتسم بالخشونة، وكذلك مواجهة نظرة المجتمع التي كانت ترفض عمل المرأة في السلك الشرطي والعسكري.
عناصر الشرطة النسائية أثبتن جدارة، وأصبحن بجاهزية تامة للقيام بدورهن بكفاءة وإتقان، خصوصا مع تغير نظرة المجتمع إلى الأفضل، وتشجيع الكثير من الآباء لبناتهم على الالتحاق بالشرطة النسائية.
تواجد النساء في القطاعات الأمنية المختلفة كان له أثر مهم خاصة من ناحية السلوك أو القيافة للرجل، وتواجدهن كان له دور مهم خاصة داخل المخافر وفي التحقيقات برفع الحرج عن العسكريين الرجال الذين كانوا يعانون خلال التعامل مع العنصر النسائي في حالات التفتيش أو المراقبة باعتبارهن الأقدر على تفهم نفسية النساء ممن تتعامل معهن، وكذلك الشرطة النسائية لها دور كبير وحيوي في القطاعات التي تتعاطى مع النساء مثل السجون والمطار وغيرهما.
أهمية العنصر النسائي لا تقتصر على ما سبق ذكره بل لهن دور محوري في الاحتفالات والمهرجانات التي تشهدها البلاد عبر توزيعهن على الأماكن الترفيهية والنوادي المخصصة للنساء وتلقي البلاغات ذات الطابع النسائي، حيث يرفع وجودهن الحرج عن الرجال من الشرطة ويضمن تواجدا أمنيا فعالا في تلك الأماكن والتحرك بحرية وفاعلية من دون تعقيد ووفق الأطر القانونية وبالسرعة اللازمة التي تمنع الخطر.
تابعنا حملات تفتيش تقام داخل عنابر النساء لتحقيق الضبط والربط وضبط الممنوعات بكل أشكالها، وما كان لهذه الحملات أن تحقق نجاحات مشهودة لولا تواجد عناصر الشرطة النسائية.
حفظ الله الكويت من كل مكروه تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد، حفظهما الله ورعاهما.
آخر الكلام: إحباط محاولات تهريب أكثر من 45 كيلو مخدرات إلى البلاد بحرا وجوا على مدار يومين فقط يؤكد أن هناك رجالا أكفاء يسهرون ويعملون لحماية بلدنا من آفة المخدرات، ويبرهن على استمرار تجار السموم في استهدافنا، ومن ثم يجب الضرب على أيديهم بكل قوة، وسرعة تنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين..
*بقلم : طارق حمادة..الأنباء