أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / التونسية سعيدة الزواوي.. المرأة التي أعطت معنى آخر للفلاحة
زواوي

التونسية سعيدة الزواوي.. المرأة التي أعطت معنى آخر للفلاحة

“سعيدة الزواوي، من أصول جزائرية أمازيغية، أم لخمسة أطفال وفلاحة أبا عن جد” هكذا تقدم نفسها المرأة التي أعطت معنى آخر للفلاحة في بلدية القلعة المعدن فرقصان التابعة لمعتمدية غار الدماء من ولاية جندوبة.

هذه المرأة تحمل في ملامحها الكثير من إرث الأمازيغ وتشدك إليها بلكنتها التونسية الخالصة ولون عينيها الذي يحيلك إلى الخضرة التي تحاوط المكان وتضفي عليه مسحة من الجمالية التي تتحدى كل تمظهرات التهميش والنسيان.

هي جزائرية الأصل لكنها تربت في تونس على الحدود الجزائرية التونسية وتزوجت تونسيا وأنجبت خمسة أطفال نقلت إليهم حبها للأرض والفلاح ومقاومتها لكل الصعوبات من أجل أن تُنبتها النبات الحسن وتأكل من خيراتها.

حينما تتحدث سعيدة عن الأرض والفلاحة تتسع حدقتا عينيها وترتسم على محياها ابتسامة لا حصر لمعانيها فتبدو وكأنها طفلة تعانق هدية العيد، ويكتسي حديثها صبغة من الحماسة وهي تثني على منظمة العمل الدولية التي تدخلت لتهيء هيكلا لتحويل المياه وسواقي من أجل ضمان العمل اللائق للفلاحين.

“نحن فلاحون وفلاحات نتعاطى مع الأرض بطرق بدائية، ساعدتنا منظمة العمل الدولية وهيأت المنطقة لنستثمر الماء بطريقة أفضل ونمرر الفائض منه إلى بقية الفلاحين” هكذا تحدثت سعيدة الزواوي إلى حقائق أون لاين وهي تلاحق أمنية تتمثل في أن تعود هذه إلى الأرض إلى ماكانت عليه.

تعود بالذاكرة إلى الوراء إلى سنين طفولتها أنى هامت بالأرض وهي ترقب والدها وهو يغدق عليها من اهتمامه وشغفه وتبتسم وهي تتمنى أن تعود الأرض كما كانت حينها لتصبح المنطقة المزود للسوق الأسبوعية بحاجتها من المنتوجات الفلاحية.

وهي تتحدث عن عشقها للفلاحة لا تتخلى عن ابتسامتها ويزداد الألق في عينيها وهي تفخر بهذه المنطقة الحدودية التي تقطنها والتي لا تفرّق بين رجل وامرأة في خدمة الأرض فلا أحد يستغرب عملها في هذا المجال الذي يريد البعض أن يصوره حكرا على الرجال.

سعيدة التي ورثت حب الأرض عن والدها تبعت خطاه وعشقت كل شبر منها واتخذتها عملا وشغفا وهي منها كمجرى الدم في العروق وهي ملاذها ومهربها وميناء سلامها وضامنة حريتها واستقلالها، من أجل كل هذا تتمنى محدثتنا أن تعم الفلاحة وأن تركن إليها النساء.

وهي لا تتحدث عن تجربتها فحسب بل تنقل تجارب كل الفلاحات في بلدية القلعة المعدن فرقصان وتعلي من شأن الفلاحة التي يحاول البعض تهميشها من خلال وصف الإقبال عليها من الشباب والنساء اللاتي وجدن فيها مصدر دخل خاص.

“نصيحتي للنساء في المناطق الفلاحية أن يقبلن على الأرض ليضمن استقلاليتهن، الفلاحة إذا أغلقت عليها تغدق عليك، في البدء تواجه بعض الصعوبات ولكنها تصبح أكثر يسر”، كانت هذه الكلمات عصارة تجربة سعيدة في مجال الفلاحة.

هذه المرأة ذات الحضور الصارخ تستمد صمودها وإصرارها من الأرض التي تركت بصمتها في كل تفاصيل حياتها وليّنت لها الصعاب فزاد عشقها لها وزينت به أحشاءها مع كل حمل ليمر هذا العشق إلى أطفالها الذين تحدثوا عن فخرهم بهذه الأم التي تشبه الأرض الخصبة في كل تفاصيلها.

حياة سعيدة لم تكن خالية من الصعاب والعراقيل ولكنها تجاوزتها، ومن بينها الري بطرق تقليدية بدائية تتطلب مجهودا جسديا إذ يحتم عليها حفر السواقي من أجل تجميع الماء، ولكن مع تدخل منظمة العمل الدولية تلاشت بعض هذه المصاعب وصار للري وجه آخر.

وتدخل منظمة العمل الدولية بالتعاون مع عدة أطراف أخرى على غرار بلدية القلعة المعدن فرقصان والهيئة العامة للاستشراف ومرافقة مسار اللامركزية والاتحاد الأوروبي، يتمثل في بناء هيكل تحويل ماء وبناء ساقية رئيسية وساقية فرعية إلى جانب وضع برنامج لتحسين الممارسات الفلاحية وتكوين أعضاء في التعاونية في التصرف في الماء وتقسيمه وصيانة قنوات الري

ومجالات التدخل من أجل ضمان العمل اللائق شملت أيضا إعادة تهيئة الحمام الشعبي “سيدي بلقاسم” وتهيئة مصدر المياه الساخنة وتهيئة مسلك سياحي،وتخصيص فضاءات من الخشب من أجل تسويق منتجات الأرض.

*

يسرى الشيخاوي-حقائق اونلاين

 

شاهد أيضاً

اردنيات

الأردن..تمكين المرأة يواجه تحديات في بيئة العمل وبناء القدرات

أظهر تقرير سير العمل في الربع الأول من البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وجود تحديات …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com