أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / الأديبة شيماء عيسى الوطني: المرأة في القصة البحرينية لها حضور مميز
عيسبل

الأديبة شيماء عيسى الوطني: المرأة في القصة البحرينية لها حضور مميز

أديبةٌ، وكاتبةٌ، حاصلةٌ على عددٍ من الجوائز، المحلية والخليجية، على رأسها جائزة المركز الأول في مسابقة الشارقة الثقافية للمرأة الخليجية. خلال مسيرتها الحافلة بالنجاحات، أبدعت عديداً من المؤلفات التي تنوَّعت بين الرواية، والقصة، كما تُرجِمت أعمالها إلى الإسبانية والإنجليزية. البحرينية شيماء عيسى الوطني، التقيناها في حوارٍ جميلٌ.

على الرغم من صغر مساحتها إلا أنَّ البحرين تحتضن لهجاتٍ مختلفة، يعود بعضها إلى اللغتين السومرية والآشورية، ما السر وراء هذا الاختلاط؟
تخبرنا «ملحمة جلجامش»، أقدمُ الأعمال الأدبية في بلاد الرافدين، أن جلجامش خرج من تلك البلاد بحثاً عن «زهرة الخلود»، ووجدها حقاً في أرض دلمون، وما أرضُ دلمون إلا أرض البحرين اليوم. هذا يدلُّ على عراقة التاريخ البحريني، الذي يمتدُّ إلى آلاف السنين، ويتصل اتصالاً مباشراً بالحضارات القديمة، مثل السومرية والآشورية.
أتذكَّر أنني في فترةٍ من الفترات، قرأت دراسةً، أعدَّها باحثٌ عراقي عن معجم الكلمات القديمة، ووجدت أن عدداً منها يتشابه مع كلمات لهجتنا البحرينية، على سبيل المثال نحن نستخدم الفعل «تمريخ»، ونعني به التدليك، أو المساج، وهي كلمةٌ مصدرها اللغة الآرامية، وتعني الفعل ذاته.
على الرغم من أن البحرين ذات مساحةٍ صغيرة إلا أن ما يميِّزها كثرة لهجات أهلها، فهي تختلف بحسب المناطق السكانية، ويمكن إرجاع ذلك إلى الغنى الثقافي، والعراقة التاريخية، واتصالها بحضاراتٍ ولغاتٍ مختلفة، كذلك الأنشطة الاقتصادية، مثل التجارة. كل ذلك أدخل كلماتٍ كثيرة من لغاتٍ عدة ضمن سياق اللهجات البحرينية.

هل يستحقُّ الإنتاج العربي من الرواية التاريخية الإشادة، أم أن هذه الرواية لم تقدم جديداً، واقتصر دورها فقط على تشويه التاريخ؟
كثيرٌ من الروايات التاريخية العربية تستحقُّ القراءة، خاصةً إذا ما لمسنا الجهد المبذول فيها من قِبل كُتَّابها في البحث والتحضير لكتابتها، وما تقدّمه للقارئ العربي من جوانب خفيةٍ عليه، وإسهامها في زيادة مخزونه الفكري والثقافي، لكن في الوقت ذاته لا يمكننا إنكار أن بعض كُتَّاب الروايات التاريخية لا يتحرُّون الدقة، ولا يبذلون الجهد المطلوب لكتابة روايةٍ تاريخيةٍ، تستحقُّ الاهتمام، لذا نجد تلك الروايات ذات أسلوبٍ سطحي، أو زائفٍ، وتحتوي على كثيرٍ من المغالطات التي تشوِّه التاريخ وتحرِّفه عن حقيقته.

يغلب على حضور المرأة في السرد الخليجي القهرُ والضعف، هل تختلف صورة المرأة البحرينية عن هذه الصور النمطية؟
المرأة في القصة البحرينية لها حضور مميَّز، وتكاد لا تخلو قصة، أو رواية من حضورها المثري للأحداث السردية. الأعمال الأدبية، قدَّمت المرأة في أدوارٍ نموذجية مختلفة، فكانت الأمَّ، والزوجةَ، والابنةَ، والحبيبة، وهذا لم يمنع من استحضارها أيضاً في أدوارٍ ذات طابعٍ سلبي، مثل زوجة الأب القاسية، لكن بما يقتضيه السرد الدرامي للقصة، أو الرواية.

مَن يُغذي الأدب، الخيال أم الواقع؟
هذه إشكاليةٌ ملحَّة، أجد نفسي دوماً في مصيدتها. كثيرٌ من الشواهد الأدبية أجدُ نفسي وأنا أقرأها وقد دخلت في دوَّامة: مَن يأتي قبل مَن «البيضة أم الدجاجة؟»! قبل سنواتٍ، وفي رواية «مدن الملح»، رسم لنا الكاتب عبدالرحمن منيف شخصية امرأةٍ عجوزٍ، تموت كمداً أثناء مغادرتها مع آخرين مدينتهم غصباً. الصورة ذاتها وجدتها بعد سنواتٍ في نشرة الأخبار لامرأةٍ ماتت أمام معبر رفح، وهي تحاول العبور! وهناك مثالٌ أقرب لذلك، عندما تفشت جائحة كورونا، فقد قرأنا الكثير عن رواية «عيون الظلام» التي تناولت عام 1981م هذه الجائحة بتفاصيلها! ولا نستطيع في هذا الصدد أن نتجاوز رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني التي تقاطعت تفاصيلها مع حادثة موت لاجئين في خزان شاحنة. طبعاً الشواهد كثيرة، لكنها جميعاً في النهاية لا تعطي إجابةً قاطعةً، ولا تحدِّد مَن يغذي مَن!

هل تتعمَّدين الزجَّ بقارئكِ في متاهاتٍ من الأسئلة؟
يقال: «السؤال مفتاح المعرفة». في كثيرٍ من الأحيان أجد نفسي من دون قصدٍ وقد بدأت بطرح أفكاري من خلال تساؤلاتٍ، واستفهاماتٍ من شأنها إثارة الفضول في ذهن القارئ، لكنني أجدها طريقةً مناسبةً لأن أضعه في الحالة الذهنية ذاتها التي أرغب من خلالها أن يشاركني حالة العصف الذهني المطلوبة. الكاتب الجيد لا يعمد إلى تلقين القارئ أفكاره، بل يستدرجه إلى المنطقة ذاتها التي يحاول فيها أن يجد الإجابة.

*المصدر:سيدتي – محمود الديب

شاهد أيضاً

محاسن

الأردن يؤكد دعمه لتمكين المرأة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي

مثلت الدكتورة محاسن الجاغوب، رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان الأردني، المملكة الأردنية الهاشمية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com