أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / الصحفية والمستشارة الإعلامية تهاني حلمي في حوار شامل لـ “العصفورة نيوز”:واقعنا العربي متشابه لحد التوأمة في الهم الاجتماعيّ..و لا يمكن إنكار أن المرأة العربية بحاجةٍ إلى تغيير بعض القوالب التي رسمها لها المجتمع
تهاني حلمي
تهاني حلمي

الصحفية والمستشارة الإعلامية تهاني حلمي في حوار شامل لـ “العصفورة نيوز”:واقعنا العربي متشابه لحد التوأمة في الهم الاجتماعيّ..و لا يمكن إنكار أن المرأة العربية بحاجةٍ إلى تغيير بعض القوالب التي رسمها لها المجتمع

* المرأة الكويتية مصانة بدستور قوي يكفل لها كافة حقوقها الدستورية..وعلينا إبراز منجزات المرأة من خلال القاء الضوء على النماذج النسائية الإيجابية التي تترجم قدرات المرأة وانخراطها الفعال في المجتمع

* الآثار المترتبة على أزمة كورونا بالغة الأهمية و النساء يتأثرن بها ويتعرضن لها أضعاف ما يتعرض له الرجال

* لا بد من الاعتراف بأن تغيرات عميقة ستحدث فقط عندما تتحرك النساء لأخذ أماكنهن في هيئات اتخاذ القرار في مختلف الاختصاصات

*ماذا قالت عندما سألناها عن التحديات التي تواجه المرأة العربية تحت الصراعات والنزاعات ؟

أجرى الحوار :عبدالوهاب خضر

(..هي صحفية ، محاضرة ، مدربة ومدافعة عن حقوق الإنسان.. تسعى للتغيير الاجتماعي من خلال الإعلام.. لديها 27 عامًا من الخبرة كاعلامية ،عملت كمراسلة للتلفزيون والراديو والمطبوعات المختلفة، كما تمكنت من ربط القضايا الاجتماعية المعاصرة بحقوق الأقليات والمساواة بين الجنسين في مجال الإعلام.. بالإضافة إلى ذلك ، شاركت أيضًا في مشاريع التوعية المتعلقة بالإعلام بالإضافة القضايا المتعلقة بقضايا النوع الاجتماعي..وكصحفية مغتربة لأكثر من 16 عامًا استطاعت خلالها التعلم من خلال الانخراط في قضايا المجتمعات التي أقامت فيها من بلدان مختلفة منها الهند ونيجيريا والامارات العربية وكازخستان، الأمر الذي أثرى خبرتها المتعددة الثقافات، وتوطدت رؤيتها العالمية… وهي تدير مشروعًا رائدًا ( الكرامة الانسانية) بهدف رفع وعي الشباب في وبناء قدرتهم على الحوار على وسائل وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل الرسائل الاعلامية وخاصة المتعلقة بالجندر…متحدثة ومحاضرة في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية… علاوة على ذلك، تستضيف نقاشًا شهريا حول المائدة المستديرة مع شخصيات إعلامية بارزة حول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والتعايش الديني والعدالة الاجتماعية وغيرها من القضايا الاجتماعية لتحقيق رؤية موحدة من شأنها أن تترجم إلى عالم الإعلام بما يلزم تداعيات…تعمل حاليًا مستشارة إعلامية في مركز وعي للتدريب على حقوق الإنسان.. يتمثل دورها في تطوير مناهج التدريب الإعلامي فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي والحوار بين الأديان والقضايا الاجتماعية بالإضافة إلى ذلك ، فهي كاتبة عمود في الصحف العربية المحلية والإقليمية التي تسلط الضوء على المفاهيم المجتمعية العميقة العميقة الضرورية لازدهار المجتمع..إنها الإعلامية تهاني حلمي التي تحاورت معها “العصفورة نيوز” ،فكانت تلك الإجابات ..)
*حضرتك شاركتي مؤخرا في ندوة نظمتها الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان حول “مفهوم النوع الإجتماعي في الإعلامي” ..هل لكي ان تلخصي لنا ابرز ما جاء في هذه المشاركة ؟

**كانت لي فرصة الالتقاء بمجموعة مثقفة من الاعلاميين والناشطين من دولة الكويت الشقيقة بشأن التوازن الجندري، ولكم وجدت أن واقعنا العربي متشابه لحد التوأمة في الهم الاجتماعيّ. وبعد أن قمنا بتحليل النوع الإجتماعي وكيف يمكنه أن يساعد الاعلاميين لتخصيص أفضل المواد الاعلامية لترسيخ ثقافة التوازن الجندري في المجتمع وكيف يمكن التركيز على ابراز دور النساء في مختلف المجالات والقطاعات، لنفاجأ بهذا الدور الجسيم الملقى على عاتق النشطاء والاعلاميين في زحزحة وليس تغيير ثقافة مجتمعية مليئة بشتى انواع التنميط الجندري.

* ما مفهوم الجندر و النوع الاجتماعي و ما أهمية توعية المجتمع بهذا المفهوم؟

**مفهوم النوع الاجتماعي يرتبط بمختلف أدوار وحقوق ومسؤوليات الرجال والنساء والعلاقة بين تلك العناصر .ولا يقتصر المفهوم على الرجال والنساء انما الطريقة التي تحدد بها خصائصهم وسلوكياتهم وهوياتهم من خلال التعايش الاجتماعي وترتبط بحالات اللامساواة في النفوذ، وهدفنا هنا هو التغيير على المدى البعيد لتلك العلاقات والمسؤوليات وهنا لا بد للاعلام أن يأخذ مكانته الصحيحة في بنـاء وعـي جماعـي أو ربمـا تمكيـن أفــراد المجتمــع في تغيير بعضا من العادات والتقاليد التي ترسخت منذ طفولتنا ومدارسنا في تعميق الصـورة النمطيـة والفضفاضـة للمـرأة كمـا للرجـل. ولا بد أيضا للاعلام أن يكون رفيـق دربنـا المشـارك فـي نقـل الخبـر وتحقيـق مكتسـبات للنسـاء والفتيـات ّوبالتالي يشكل أداة ضغط لسن أو تعديـل أو إلغـاء قوانيـن وعقوبـات لـم تكـن لصالحهـن مسـبقا.

*بما أن تلك الندوة كانت في دولة الكويت ..ما هي رؤيتك وتحليلك للحقوق التي وصلت اليها المرأة الكويتية ..ودورها في معركة التنمية؟

**المرأة الكويتية مصانة بدستور قوي يكفل لها كافة حقوقها الدستورية واعطاها المساولة التامة في الحقوق والواجبات. ولكن يبقى التحدي الذي يجابهها في التعامل الحذر مع الأعراف والتقاليد وهو ليس بالأمر اليسير، لان مجتمعاتنا العربية تتخذ من الدين والعادات والتقاليد كسمةً دائمةً لهويتها، فيكون من الصعب تحقيق أي تغييرٍ اجتماعي، وفي ذات الوقت لا يمكن للمعالجة الإعلامية الإيجابية للمرأة أن تشكل ذريعة. وهنا لا بد للمرأة الكويتية أن تتعامل مع موضوع الجندر بصورة أعمق وأشمل في طريقها نحو تحقيق التنمية في الكويت جنبا الى جنب مع الرجل. وهنا لا بد لها أيضا في ضوء السؤال االسابق اختيار الوقت المناسب لانها تحتاج الى تهيئة مجتمعية حتى لا يتعمد المجتمع وبعض الفئات المتشددة فكريا في شَيْطنة هذه المطالبات، واتّهامها بتحقيق أجندات خارجيّة، وبتمويل اجنبي كأسهل طريقة لمعارضة تلك الآراء.

*من ضمن ما جاء في تلك الندوة أهمية التركيز على دور المرأة في الإعلام المرئي والمسموع ..كيف يمكن تنفيذ هذا الهدف ؟

**بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الوالدين والمدرسين في تكوين الأدوار الجندرية للأطفال، يلعب الإعلام المرئي والمسموع دورًا مهمًا ايضًا. فمصدر الأدوار الجندرية المتوقعة للأطفال هي الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. التي تصور شخصية الولد على أنه مقدام وشجاع وجريء، بينما تصور شخصية الفتاة المثالية كفتاة خجولة وهادئة وساكنة. وهنا يجب على المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة الكويتية أن تعي دورها الهام في توععية المتلقين نحو ثقافة الجندر على مستويين: البنية وإنتاج المعرفة. كخطوة أساسية نحو إعلام متوازن، مهني ومراعي للقضايا الجندرية والنسوية. كما عليها إبراز منجزات المرأة من خلال القاء الضوء على النماذج النسائية الإيجابية التي تترجم قدرات المرأة وانخراطها الفعال في المجتمع، خاصة على مستوى الحياة العامة وتقديم النماذج الناجحة للمرأة من كل فئات المجتمع الكويتي الذي يزخر بالخبرات النسوية في مختلف المجالات، الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية.
*إلى أي مدى يمكن ان يلعب الاعلام دوراً في التركيز على حقوق وواجبات المرأة العربية ..وما هي أبرز تلك الحقوق والواجبات من وجهة نظرك ؟

**الاعلام عليه العبء الأكبر، ولقد كان هذا التساؤل طيلة أيام التدريب: لماذا تثير الخطابات النسوية العربية موجاتٍ من الجدل الشعبوي حولها، لتتشعب في مساحات أكبر وتتشنج على وسائل التواصل الاجتماعي، وتضيع خلالها القضية الجوهرية المطروحة؟ فلا يمكن إنكار أن المرأة العربية بحاجةٍ إلى تغيير هذه القوالب التي رسمها لها المجتمع. فالرجل هو الشريك والأبن والزوج والأب والأخ الذي تحتاجه على قدم المساواة كطائر ذو جناحين يحلق عاليا في رفعة وتقدم المجتمع، فلا يمكن لجناح الطائر ان يسير دون الاعتماد على نفس قوة الجناح الآخر. إن الطريق طويل وشاق، فالسير بخطى ثابته وواضحة سيؤدي الى تغيير تدريجي يبدأ من الجذور الاجتماعية التي أنتجته. وأسمح لي هنا ان أشكر الجمعية الوطنية لحقوق الانسان الكويتية على سعيها الدؤوب في رفع الوعي للتوازن الجندري في الاعلام ولدى النشطاء اذ على عاتقهم تبدأ عملية التغيير الحقيقية.

*هناك تحديات كثيرة تواجه المرأة حول العالم ،خاصة في ظل أزمة كورونا ..ترى كيف أثر “كورونا” على وضعية المرأة العربية..وما هو الدور الذي يجب ان تلعبه المرأة في مواجهة “كورونا” ؟

**الآثار المترتبة على أزمة كورونا بالغة الأهمية، إلا أن النساء يتأثرن بها ويتعرضن لها أضعاف ما يتعرض له الرجال.. وعندما تأثرت العائلات اقتصاديا جراء الجائحة، صب الكثير من الرجال غضبهم وإحباطهم على النّساء والأطفال، وتزايدت أرقام العنف الأسري بطريقة مقلقة نبهت لها مرارا الجمعيات النسائية والناشطين في مجال الجندر وتمت التوعية للعنف القائم على اساس جندري. فبالاضافة الى الآثار الصحية والاقتصادية فان الأثر النفسي الذي انعكس على المرأة بصورة خاصة لا يمكن اغفاله من جراء الضغوطات المترتبة على الحجر المنزلي أيضا، وهنا نعود لنلقي الضوء على الدور الذي يمكن أن يقوم به الاعلام في بث الأمل والطمأنينة في النفوس.
وهذا الفيروس وضعنا امام اختبار رئيسي للمواطنة والتكافل الاجتماعي. حيث تتيح الأزمات العامة حاجات مختلفة منها الحاجة إلى التضامن. ولم يعد هناك نحن وهم، وجميعنا في مركب واحد لنخرج من هذه الأزمة بسلام . ان ما يحدث في العالم في مواجهة الكورونا يعكس كيف أصبح العالم قرية واحدة وان مشاكله مترابطة، وجعلنا نعيد تعريف المواطنة العالمية، واننا اخوة في الهم الانساني المشترك، ومهما بلغت صعوبة الامور في الوقت الحاضر الا ان الانسانية ستعبر نفق هذه المحنة في نهاية المطاف وقد اكتسبت رؤية اوضح وتقديرا اعمق لوحدتها المتأصلة وترابطها المتبادل.

*في منطقتنا العربية هناك تحديات ذات طابع خاص تضع المرأة تحت ظروف صعبة منها المراة تحت الاحتلال ..والمراة في مناطق النزاعات والصراعات ..هل نجح الاعلام في نقل الصورة الحقيقية لدور المرأة في تلك البلدان والضغوطات التي أصابتها ؟

**ما لم يتم تبني ثقافة لدى العاملين بالاعلام( الرجل والمرأة على السواء) تعتمد على مبادئ حقوق الإنسان واحترام كرامة المرأة وضمان حق النساء في التعبير والدفاع عن قضاياهن ومعالجتها بموضوعية ومهنية من زاوية اعلامية؛ وابرازها في وسائل الاعلام لن تنال المرأة نصيبها في ابراز قضاياها وومعاناتها.
*هل هناك رسالة يمكن أن توجيهها الى القائمين على الاعلام بشأن تركيزه على قضايا وملفات تخص المرأة .؟

**لا بد من الاعتراف بأن تغيرات عميقة ستحدث فقط عندما تتحرك النساء لأخذ أماكنهن في هيئات اتخاذ القرار في مختلف الاختصاصات.. وليس بالضرورة أن يُحدِث هذا انتزاعا.. بل يعتمد التقدم للمجتمع على الاشتراك الكامل للمرأة في كافة ميادين النشاطات الإنسانية، وهنا لا بد من الرجل كشريك أساسي للمرأة ان يقف الى جانبها في ترسيخ ثقافة مجتمعية، فالأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع عليهم أيضا دورا هاماً.. وفي الواقع، لا يمكن فصل الفرد عن بيئته ولا يمكن اصلاح أحدهما دون الآخر إذ إن حياة الفرد الخاصة تشكل البيئة وتتأثر بها في الوقت ذاته. فالأتجاه الهابط للتفسخ الأسري؛ والفوضى المنشرة على السوشال ميديا وانتقالها الى وسائل الاعلام التقليدية، التي لم تعد تراعي آداب المهنة ولا المهنية بطريقة رصينة. كل هذا من شأنه أن يضع النشطاء والاعلاميين أمام تساؤل مشروع، وهو كيف يمكن لنظام إجتماعي ينبغي له أن يسخِّر القدرة على التعاون والخدمة والامتياز والعدل أن يترسخ. وكيف يمكن أن تعترف السياسات والبرامج الحكومية بأن التغيير المؤسسي والاجتماعي يجب أن يرافقه أيضا تغيير في القيم الإنسانية. ويبقى التحدي الأكبر على الاعلام هو في كيفية تسليط الضوء لتأهيل الرجال ليكونوا آباء يدركون مسؤولياتهم العائلية وان يقدموا احتراما متساويا لأبنائهم سواء من الذكور أو الاناث. وهذا لا يستثني بالتأكيد دور الأم التي هي المربية الأولى لأطفالها حيث تغرس فيهم القيم الاخلاقية والاحترام والمواطنة الصالحة وهي أمور أساسية لقدرتها على تربيتهم بطريقة فعّالة لتنمية وتعزيز الاحترام لجميع الناس، حتى يتمّ الحفاظ على عزّة الإنسان وكرامته وخلق فكر أخلاقي ويدعم ويحافظ على كافة الحقوق الإنسانيّة. ولا شيء غير غرس هذه القيم يمكن أن يُحدث تحوّلًا لدى الأفراد والمؤسّسات، بشكل يؤمّن احترام حقوق الإنسان لجميع البشر.

شاهد أيضاً

محاسن

الأردن يؤكد دعمه لتمكين المرأة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي

مثلت الدكتورة محاسن الجاغوب، رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان الأردني، المملكة الأردنية الهاشمية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com