الرئيسية / أخبار / حوار مع رشا قلج.. المرأة الأكثر تأثيراً بأفريقيا
رشا
رشا

حوار مع رشا قلج.. المرأة الأكثر تأثيراً بأفريقيا

*سارة جمال

حصلت الدكتورة رشا قلج على لقب «المرأة الأكثر تأثيراً فى أفريقيا»، للمرة الثانية على التوالى خلال عامى 2019 و2020، ومن المؤكد أن وراء حصولها على هذا اللقب المهم رحلة كفاح وعمل دؤوب قامت به على مدار أعوام.

«قلج» تعمل رئيساً تنفيذياً لمؤسسة ميرك الخيرية الدولية، الأمر الذى مكنها من قيادة برامج للتنمية الصحية فى مختلف دول أفريقيا، حيث عملت على تدريب الكوادر الطبية للمساهمة فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة السمراء التى تعانى من انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية وعدم توفر الكثير من التخصصات كأمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية والسكرى والخصوبة.

استهدفت «قلج» خلال عملها فى أفريقيا محاربة العنف النفسى والجسدى ضد السيدات العقيمات من خلال حملتها «أكثر من مجرد أم»، وفى سبيل ذلك قامت بدمج الأدب والفن والموضة كوسائل لتحقيق أهدافها التنموية وتغيير الصورة الذهنية حول المرأة العقيمة ومحاربة تسرب الأطفال من التعليم.

حصلت «قلج» على جوائز عديدة من عدد كبير من الحكومات الأفريقية، وكذلك من الاتحاد الدولى لسيدات الأعمال والمهنيات، نظراً لمساهمتها فى تعزيز قدرات الرعاية الصحية وتمكين المرأة، ففازت مثلاً بجائزة تمكين المرأة بإسبانيا لتنفيذها مبادرة «ميرك أكثر من أم» لأفريقيا.

«قلج» واحدة من أهم الرائدات النسويات بالقارة السمراء، ونموذج فريد للمرأة العاشقة لوطنها ولوحدة قارتها الأفريقية، لذلك  كان هذا الحوار مع  تلك السيدة المصرية التى صارت مصدر إلهام لرائدات العمل الخيرى بأفريقيا.

للمرة الثانية تحصلين على لقب «المرأة الأكثر تأثيراً بأفريقيا».. ما تعليقك؟

أشعر بالفخر والسعادة لتلقى هذا التكريم للمرة الثانية، وأرى أن إدراجى فى هذه القائمة المرموقة، وبين كل هؤلاء النساء الأفريقيات المؤثرات من جميع مجالات الحياة، يعد تقديراً كبيراً ليس لى فقط إنما للجهد الكبير لمؤسسة ميرك الخيرية الدولية التى أشرف برئاستها، وهذا التكريم لكل فريق العمل بالمؤسسة التى تعمل ليل نهار على مساعدة إخوتنا فى مختلف أنحاء أفريقيا، وأعتبر أن نجاحنا فى تدريب أكثر من ألف طبيب فى تخصصات السرطان والقلب والأوعية الدموية والسكرى والخصوبة داخل العديد من الدول الأفريقية، هو ما صنع فارقاً وتأثيراً فى عملى على تطوير الحياة الصحية داخل تلك الدول.

ألا يحملك هذا الاختيار مسئولية كبيرة تجاه عملك فى المستقبل؟

بالطبع.. فهذا التكريم والاختيار يحملنى المزيد من المسئولية، لكن فى نفس الوقت هو بمثابة تشجيع وحافز كبيرين على بذل مزيد من الجهد والعمل لتمكين الفتيات الموهوبات فى قارتى الجميلة أفريقيا ويدعونى لأن أستمر فى عملى الدؤوب، وأتعهد باستخدام كل خبراتى لدعم وتمكين المرأة والأطفال وبناء قدرات الرعاية الصحية فى أفريقيا، بصفتى امرأة أفريقية ومصرية، ولقد أصبح لدىّ حافز أكبر وشغف كبير لتحسين الوصول إلى حلول لرعاية صحية متكافئة وعالية الجودة لجميع الأفارقة، وأنا محظوظة جداً للعمل بالشراكة مع السيدات الأفريقيات، للمساهمة فى مستقبل السيدات كجزء من حملة «أكثر من مجرد أم»، وأعتقد اعتقاداً راسخاً أن تمكين المرأة يبدأ بالتعليم لتمكينها من أن تكون أكثر صحة وقوة واستقلالية.

وما أبرز الجهود التى تقومين بها فى أفريقيا؟

أعمل مع فريق عملى بمؤسسة ميرك الخيرية الدولية منذ سنوات عديدة على توفير برامج تدريب الآلاف من الأطباء فى 35 دولة أفريقية، لدعم المجتمعات الأفريقية ولتوفير متخصصين فى علاج أمراض السرطان والسكرى والقلب والأوعية الدموية والخصوبة، حيث تندر تلك التخصصات فى عدد كبير من الدول الأفريقية، وتنعدم تماماً فى دول أخرى وهو ما يتسبب فى معاناة كبيرة للمواطنين، فهى أحد أسباب ارتفاع نسبة الوفيات فى أفريقيا، وقد قمنا بتكثيف هذه الدورات أثناء فترة فيروس كورونا، ووفرنا دورات إلكترونية عبر الإنترنت للأطباء حتى يستغلوا فترات العزل فى الحصول على شهادات معتمدة من أكبر الجامعات البريطانية، ونقوم بذلك من خلال التعاون مع معهد الأورام المصرى، وبالفعل تم تخريج العديد من الأطباء الأفارقة الحاصلين على مثل تلك الدورات، كما عملنا على دعم الأطقم الطبية فى أفريقيا خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وتقديم العون لهم بمختلف الطرق.

وماذا عن دورك فى تمكين المرأة الأفريقية؟

قضيتى الرئيسية فى أفريقيا هى العمل مع السيدات الأوائل بأفريقيا على تمكين الفتيات من خلال التعليم، وتوفير بيئة نفسية وصحية صالحة لهن، حتى يتمكنَّ من تحقيق أحلامهن، وفى سبيل ذلك نعمل على توفير برامج خاصة لهن، كما نعمل على تمكين النساء بشكل عام، والنساء المصابات بالعقم بشكل خاص، من خلال حملة «أكثر من مجرد أم» وهى حركة تاريخية تهدف إلى تمكين النساء اللاتى ليس لديهن أطفال من خلال الوصول إلى المعلومات والتعليم وتغيير أسلوب التفكير.

هل حققت حملاتك العديدة بأفريقيا أهدافها؟

أشكر الله على ما قمت بإطلاقه من حملات فى مختلف المجالات، فذلك نجح فى أن يلمس العديد من القلوب فى أفريقيا، والدليل ما حدث من تغيير فى حياة آلاف النساء بالقارة، وتصلنى يومياً مئات الرسائل على صفحتى الشخصية التى تضم أكثر من 2 مليون أفريقى تشيد بالبرامج التى نعمل عليها.

قلت إن الفن والأدب لهما دور رئيسى فى أعمالك الخيرية بأفريقيا.. ما تعليقك؟

بالفعل، فقد عملت على تقديم سلسلة

وماذا عن الأدب؟

لقد أنتجنا نصوصاً إبداعية تحمل خبرات لغوية موجه للأطفال الأفارقة، من أجل التربية الاجتماعية والنفسية، وذلك لمواجهة التقاليد والموروثات الخاطئة، ففى قضية العقم وما تواجهه المرأة الأفريقية التى لا تنجب من عنف، أطلقنا سلسلة قصص مصورة وملهمة عن الزوجى «كوفى وآما»، وهى قصة للأطفال هدفها غرس القيم العائلية القوية للحب والاحترام منذ الصغر، والقصة تروى حكاية زوج وزوجة لم يتمكنا من الإنجاب لكنهما فى نفس الوقت لم يفقدا الحب أو الاحترام لبعضهما البعض، فقد دعم الرجل زوجته خلال رحلة علاج الخصوبة وأقر بأنه يمكن أن يكون هو أيضاً سبب العقم ويعيش فى سعادة دائمة وتم نشر القصة بلغات أفريقية مختلفة مع مراعاة تغيير أسماء أبطال القصة بما يتلاءم مع ثقافة كل دولة وعاداتها وتقاليدها، ويجب علينا إعداد وتسليح أطفالنا بقيم عائلية مناسبة، وهى الحب والاحترام، بصرف النظر عن التقاليد القديمة والترهيب من العقم، ومن المهم للوالدين ولمقدمى الرعاية أن يدرسوا الاحترام والتعاطف منذ سن مبكرة للغاية، الأمر الذى سيؤدى بالطبع إلى حدوث طفرة هائلة فى الذوق العام بالقارة السمراء، وبصفتى مطلعة بشكل كبير على الثقافة والفن الأفريقى العريق، وكذلك الفن المصرى الأصيل، فأتطلع إلى دمج الفنين معا، وهذا سيثرى بصورة رائعة من ثقافة الشباب الأفريقى والعربى، وسيجدون فرصا رائعة يستفيدون منها خلال مستقبلهم المهنى، وأدعو المهتمين للمشاركة فى هذا الاقتراح الذى سيعود بالنفع على أهالى القارة السمراء.

كيف ترين اختيار «هالة زايد» وزير الصحة ضمن قائمة السيدات الأكثر تأثيراً بأفريقيا لعام 2020؟

شعرت بالسعادة والفخر لاختيارها، فالدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة تستحق التقدير، حيث نجحت فى تنفيذ حملات طبية منظمة وناجحة للقضاء على فيروس الكبد الوبائى «سى» تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى عمل بإصرار منذ توليه الحكم على وجود خطة للقضاء على هذا الوباء الذى كان يهدد حياة ملايين المصريين، وحازت تلك الحملات على إعجاب وتقدير منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية كبرى، كما لعبت الدكتورة هالة زايد دوراً مهماً فى انتشار تلك الحملات الطبية فى عدد من الدول الأفريقية لمواجهة فيروس «سى» بأقل تكلفة؛ كما لعبت دوراً مهماً وقوياً فى مواجهة فيروس كورونا الشرس داخل مصر وفى عدد من الدول الأفريقية، وأتوجه لها بكل التحية والتقدير، كما أتوجه بتحية إلى الرئيس السيسى الذى حقق طفرة فى العلاقات المصرية الأفريقية واستعاد بريق أمجادنا فى القارة السمراء.

أخيراً.. كونك رئيس لمؤسسة دولية.. هل تحملين جنسيات أخرى غير المصرية؟

لا أحمل.

*المصدر: مصر- الإذاعة والتليفزيون»

شاهد أيضاً

التقاء الأسرة يخفف من القلق والتوتر

قطر ..خبيرات: ترتيب الأولويات يعزز مشاركة المرأة في قضايا التنمية

أكد عدد من الخبيرات في مجالات البرمجة العقلية والنفسية والتنمية البشرية أهمية وضع جدولة منتظمة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com