الرئيسية / أخبار / مؤتمر نيروبي للسكان: حوافز جديدة لأجل حقوق المرأة
نيرو

مؤتمر نيروبي للسكان: حوافز جديدة لأجل حقوق المرأة

إذا تمكنت النساء من العيش بأسلوب صحي ومن إنجاب أطفال أقل، فإن هذا سيعود بالنفع على المجتمع. وعلى هذا الأساس يعتزم المجتمعون في مؤتمر السكان العالمي في نيروبي إعطاء الأهداف القديمة نبضات جديدة.
في كل يوم يموت أكثر من 800 امرأة حامل بسبب أمراض يمكن تفاديها، وفي كل عام تصبح نحو 90 مليون امرأة حاملا دون إرادتها، كما أن امرأة من بين ثلاث في العالم سبق وأن عايشت العنف الجسدي أو العنف الجنسي حسب منظمة الصحة العالمية. “حق تقرير المصير عند النساء لم يعد بعد اليوم واقعا، إذ يوجد أكثر من 200 مليون امرأة غير قادرات على تقرير متى وأين ومع من يمكن لهن إنجاب طفل”، هكذا تقول ريناته بير، مديرة أعمال المؤسسة الألمانية لسكان العالم.

التخطيط الأسري ومنع الحمل وزيارة الطبيب أو إجهاض آمن، كل هذه الأمور قد تبدو بديهية لبعض الناس، لكنها بالنسبة إلى ملايين النساء في العالم ليست كذلك حتى يومنا هذا.

على ضوء ذلك يريد مؤتمر السكان العالمي في نيروبي (12 إلى 14 نوفمبر) إعطاء زخم جديد لتغيير هذا الوضع بحلول عام 2030. آلاف خبراء الصحة وممثلو حكومات وفاعلون سياسيون من أكثر من 160 بلدا ونشطاء من العالم سيجتمعون لتقييم حصيلة السنوات الـ 25 الماضية.
هذه الموضوعات في صلب اجتماعات نيروبي:

ـ الوصول العام إلى الصحة الجنسية وضمان الرعاية الصحية خلال الحمل والانجاب والحقوق المرتبطة كجزء من الرعاية الصحية العامة.

ـ رصد الوسائل المالية الضرورية لتحقيق أهداف صندوق الأمم المتحدة للسكان. ويشمل هذا بشكل خاص المساواة بين الجنسين وضمان الصحة والراحة.

ـ توظيف التنوع الديمغرافي لتعزيز النمو الاقتصادي للوصول إلى تنمية مستدامة.

ـ إنهاء العنف الجنسي والعادات الخطيرة (مثل ختان النساء)

ـ حماية الحق في الرعاية الصحية الجنسية وضمان هذه الرعاية خلال الحمل والانجاب حتى خلال الأزمات الانسانية والأوضاع الهشة.

 

..وخلال مؤتمر السكان العالمي الأخير للأمم المتحدة في 1994 في القاهرة تحققت نقلة نوعية: فبرنامج العمل المصادق عليه من 179 دولة أعلن تعزيز حقوق المرأة والمساواة كعامل جوهري للتنمية المستدامة عالميا. “مؤتمر القاهرة كان رائدا”، تقول ريناته بير لدويتشه فيله. ومما تعنيه بذلك أنه خلال المؤتمر المذكور تقرر أن لا تقتصر سياسة السكان على الأعداد. فالفرد انتقل إلى الواجهة. وريناته بير كانت مشاركة حينها عندما قيل بأنه “يجب علينا ترك المجال للنساء لاتخاذ القرار. لا نريد فرض شيء عليهن. الأمر يرتبط بحق تقرير المصير.”

ودفع برنامج عمل القاهرة لأول مرة بالحقوق الفردية والارتياح الشخصي إلى محور سياسة التنمية العالمية. وحتى حق الرعاية الطبية خلال الحمل وبعده تم ضبطه في برنامج العمل بالإضافة إلى الحق في الإجهاض الآمن ـ ما دام قانونيا في البلاد.

وأهداف القاهرة تم تحقيقها جزئيا إلى اليوم. “في كل عام يوجد 25 مليون إجهاض غير آمن”، تقول نايصولا ليكيماني من حركة النساء الدولية. “هذا هو التوقيت الصحيح للاجتماع والنظر فيما حققناه وما لم نحققه لكي نلتزم من جديد لتغيير هذه الأمور بصفة نهائية. حلمنا في القاهرة لم يتحقق بعد”، تضيف ليكيماني.

وحتى أرتور إركير من صندوق السكان العالمي يستخلص “حصيلة ممزوجة” من السنوات الـ 25 منذ مؤتمر القاهرة. فاليوم تموت 44 في المائة أقل من الأمهات خلال الحمل مقارنة مع السابق و 25 في المائة من النساء يستخدمن وسائل منع الحمل وعدد الأطفال للمرأة الواحدة في البلدان الأقل تقدما تراجع من نحو 6 أطفال إلى أربعة للمرأة الواحدة. “الأمور تطورت إلى ما هو إيجابي. لكننا لم نصل بعد إلى نهاية أجندتنا ـ وهذا هو موضوع نيروبي”، كما أعلن اركير. وأهداف الاستدامة الـ 17 للأمم المتحدة لا يمكن الوصول إليها إلا إذا تحققت أهداف مؤتمر نيروبي.

50 عاما صندوق السكان العالمي

بقيمة 1.3 مليار دولار كميزانية سنوية يكون صندوق السكان العالمي أكبر صندوق في العالم لتمويل برامج السكان. وتم إنشاء هذا الصندوق في 1969 كرد فعل على الارتفاع المستمر بقوة لسكان العالم. وفكرة أساسية تتمثل في تدبير الولادات تحت مسلمة المساواة والصحة وتقرير المصير وليس تحت الإجبار أو المراقبة الحكومية للولادة. وقبل 50 عاما كان فقط 2 في المائة من النساء يستعملن في البلدان الأقل تنمية وسائل حديثة لمنع الحمل واليوم تصل هذه النسبة إلى 37 في المائة. وفي السنة الماضية وضع الصندوق نحو 200 مليون دولار رهن تصرف 40 في المائة من وسائل منع الحمل المتاحة بحرية على الصعيد العالمي.

ومنذ سنوات تسجل افريقيا أعلى معدل نمو في السكان. وفي أمريكا اللاتينية وآسيا تراجعت نسبة الولادة من نحو 6 أطفال في عام 1950 إلى طفلين للمرأة الواحدة اليوم. وفي آسيا يزداد السكان بالأخص في إندونيسيا ـ وتفيد تقديرات بأن عدد السكان سيصل هناك إلى نحو 320 مليون نسمة بحلول 2050. وفي منتصف القرن سيعيش مع وتيرة نمو مشابهة 2.5 مليار نسمة أي نحو ضعف السكان في القارة الافريقية. وفي بعض البلدان ـ لاسيما في شرق افريقيا ـ تتراجع نسب الولادات. فإذا سُجل في رواندا واثيوبيا في 1990 نحو 6 أطفال للمرأة الواحدة، فإن عددهم اليوم يصل إلى نحو 4 أطفال.
تيم شاونبيرغ/ م.أ.م

شاهد أيضاً

التقاء الأسرة يخفف من القلق والتوتر

قطر ..خبيرات: ترتيب الأولويات يعزز مشاركة المرأة في قضايا التنمية

أكد عدد من الخبيرات في مجالات البرمجة العقلية والنفسية والتنمية البشرية أهمية وضع جدولة منتظمة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com