الرئيسية / أخبار / “المرأة في الثقافات الأفريقية” في ندوة بالقاهرة 
افريقيلبلا

“المرأة في الثقافات الأفريقية” في ندوة بالقاهرة 

في القاهرة نظم الملتقى الدولي لتفاعل الثقافات الأفريقية في عالم متغير جلسة بحثية بعنوان”المرأة الأفريقية في الثقافات الأفريقية”
وتحدث الباحث محمد محمود العباس عن مكانة المرأة في الثقافة الأفريقية (دراسة في التاريخ الثقافى) قائلا: تحاول هذه الورقة البحثية أن تلقى الضوء على قضية ذات قيمة معتبرة في التاريخ الثقافى للمجتمعات عمومًا قبل تمثلات الوطنية الحديثة، بل وقبل قدوم الاستعمار وتبعاته الثقافية التى لم تراعِ خصوصيات المجتمعات ذات الثقافات المتباينة، وفى هذا السياق فإن قارة أفريقيا من أكثر قارات العالم ثراءً على المستوى الثقافى نتيجة الكم الهائل من العرقيات التى تمتزج فيها، ولكن رغم هذا الكم الهائل فإن مكانة المرأة ظلت كما هى في جميع الثقافات.
وطرح البحث عدة تساؤلات البحث منها كيف تعاملت الثقافات الأفريقية مع المرأة قبل ترسانة القوانين التى فرضتها الدول الوطنية الحديثة؟، هل المرأة الأفريقية كان لها دور معتبر أصلًا في مجتمعات ما قبل الدولة؟
وأشار العباس إلى أن صعوبة البحث تكمن في قلة الكتابات عن هذا الموضوع، بالإضافة إلى تراميها في بطون دوريات ومقالات متفرقة، بينما تشل أهداف البحث إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى المهتمين عمومًا، وكثير من أبناء هذه القارة خصوصًا، إماطة اللثام عن دور المرأة في الحياة الاجتماعية داخل أفريقيا.
وعن التمييز الإيجابى للمرأة في الحكايات الشعبية بجنوب ليبيا تحدثت فاطمة غندور قائلة القصصُ الشعبى إفرار لمعضلات اجتماعية عديدة شغلت تفكير الشعوب بمختلف أجناسهم فشحنوا نتاجهم الحكائى بما يأملون في الإبقاء عليه من عادات وتقاليد متوارثة، وأنماط سلوك وحياة تقاسمها عُنصرا المجتمع (الرجل والمرأة)، وبحسب الوعى الجمعى آنذاك، فيما اعتبروه صمام أمان يقيهم أى سلوك غير مرغوب فيه، ويحفظ عقدهم الاجتماعي من أى تصدع، لكن ذلك لم يمنع من أن تنحو بعض القصص منحى التمرّد على الصورة النمطية بانتقادها وتعريتها، وإعمال وإعادة النظر فيها، فالتجربة المعيشة لها فعلها وتأثيرها مع مرور الزمن، واستوعبه في متنه عموم المنتج الشعبى (شعرًا، وأحجيةً، ونادرة مثلًا شعبيًا، وسيرةً) وفى خصوصية القصص الشعبى أيضًا ما قادته الروايات، وفى ذلك أيضًا ما يطرح السؤال حول أنهن يحملن أملًا بتغيير واقع قد يكون مطمحهنَّ لمستقبل بناتهن، ما نحاول أن نعرض له هنا، ومن خلال الانشغال بصورة المرأة التى تظهر في القصص الليبى مما جرى رصده وتداوله جمعًا وتوثيقًا ومن الشواهد الواقعية بما حملته بعض الإصدارات كتجربة ميدانية تحققت في بحثنا في القصص الشعبى، كل ما سبق مصدرنا الذى سنستند إليه، وأنتج الانتباه إلى هذه الفرضية، والمفهوم الاجتماعي للتمييز الإيجابى للمرأة (الذى له جذوره في ثقافتنا قبل أن يظهر في إعلان جون كينيدى 1961) بما يعنى منحها حقوقًا مسلوبة وُهبت للطرف الآخر وحجبت عنها، وسنقارب نماذج حكائية لذلك، ومنها: تأصيل حقها في حرية الرأى والتعبير، بل واتخاذ قرارها عند ارتباطها بالطرف الآخر، وحقها في المعرفة وتعلم كل جديد، وحقها في العمل أسوةً بالرجل.
وأوضح بدوى رياض خلال حديثه عن أوضاع المرأة الأفريقية في ظل في جنوب أفريقيا (1994 -1950) أن المرأة الأفريقية اصطدمت في جنوب أفريقيا منذ ولادتها: بعوامل ثلاثة حدَّدت مصيرها: لون البشرة، والجنس، والوضع الطبقى، هذه العوامل لها أن ترفع من شأنها أو تهوى بها إلى قاع المجتمع؛ فهى التى تعطيها حق التعليم والعمل أو تحرمها منه، كما أنها تطوِّر أو تطمس إنجازاتها وإبداعاتها، وتؤثر في علاقاتها الشخصية ومجمل حياتها الخاصة.
وتابع بدوي: فالمرأة الأفريقية بالتالى تعانى من قمع ثلاثى؛ فهى من ناحية مثلها مثل الرجل الأفريقي، تعانى من أيديولوجية “النقص” التى وضع بذورها النظام الاستعمارى بتحقيره لمختلف الثقافات القومية، حتى يفرض ثقافته وحضارته، وتعانى المرأة من ناحية أخرى من قيود تقاليد المجتمع القديمة التى جعلت من المرأة تابعًا خاضعًا للرجل، كما ظلت مستبعدة من مجال الصناعة منذ بداية تطورها نتيجة للتمييز بين الجنسين، الذى شكل أساس نظام العمل في جنوب أفريقيا، الذى اعتمد على العمال المهاجرين وأغلبهم من الرجال الذين كانوا يتركون المعازل أو البانتوستانات للعمل في مناطق البيض أغلب العام، تاركين الزوجات والأطفال والعجزة للعمل في الأرض الزراعية.
هذه الظروف خلقت وضعا أسريًا مفككًا، ووضعت أعباء لا حصر لها على المرأة الأفريقية، وقوّضت ثقافتها، وقد اقترنت هذه السياسات بأبشع ممارسات النظام العنصرى التى عرفت “بالطرد الإجبارى” للسكان من أماكن إقامتهم لنقلهم إلى أماكن أخرى يحدِّدها النظام، حتى تسهل عملية فرز السكان على أساس المجموعات العرقية الثلاث التى قسم إليها السكان في جنوب أفريقيا وهى: الأفارقة، والهنود، والملونون.
وعن المرأة الكينية في مواجهة سياسات الاحتلال البريطانى (1922-1963) تحدثت إيمان رجب وقالت لم تكن المرأة الأفريقية بمعزل عن السياسات التعسفية التى اتبعتها الحكومات الاستعمارية في دول القارة الأفريقية، بل عانت – كغيرها من شرائح المجتمع الأخرى – من تلك السياسات، وعليه وقفت النساء جنبًا إلى جنب مع الرجال في مواجهة الأساليب والمخططات الإمبريالية التى هدفت لسلب الأفارقة حقوقهم، ومقدراتهم، وطمس هويتهم، والتدخُّل في ثقافاتهم التى نشأوا عليها بدعوى التحضر والتنوير.

شاهد أيضاً

يسرات

مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة يكرّم النجمة المصرية يسرا…التي بدت متأثرة

كرّم مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة الذي افتتح مساء يوم الأحد في 14 نيسان/ أبريل …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com