الرئيسية / أخبار / تناقض في ألمانيا .. هيمنة ثقافة عمل تهمش المرأة
المانيبفغ

تناقض في ألمانيا .. هيمنة ثقافة عمل تهمش المرأة

ربما كانت وظيفة فريدريكه بروبرت موجودة بسبب المكانة المتواضعة للنساء في مجال الأعمال الألمانية.
صاحبة المشاريع السابقة في مجال التكنولوجيا تنظم مناسبات للتواصل بين المهنيات الإناث، لأنهن مشغولات جدا في محاولة أن يصبحن أمهات مثاليات، عندما لا تكون النساء في مكاتبهن التي يهيمن عليها الذكور.
قضية المساواة بين الجنسين في ألمانيا تلقت دفعة الأسبوع الماضي عندما تم تعيين جينيفر مورجان في منصب الرئيس التنفيذي المشارك لشركة SAP، أكبر شركة للبرمجيات في أوروبا.
على أنه حين أصبحت أول امرأة تترأس شركة في مؤشر داكس DAX 30، فإن هذه الأمريكية هي الاستثناء أكثر مما هو الأمر الطبيعي.
استطلاع أجرته شركة الخدمات المهنية إي واي هذا العام وجد أن 8.7 في المائة فقط من كبار المديرين في الشركات الـ160 المدرجة في ألمانيا هم من النساء.
اعتبارا من هذا الشهر، هناك أربع شركات مدرجة في أكبر اقتصاد في أوروبا كان لديها رئيس تنفيذي من الجنس الآخر.
بهذا المعدل، وفقا لشركة إي واي، قد يستغرق الأمر حتى عام 2048 لتشغل النساء ثلث الوظائف الإدارية.
تقول بروبرت من منظمة ميشن فيميل القائمة في هامبورج التي تضم 45 عضوا منتشرين في كل أنحاء أكبر مدن ألمانيا وزيوريخ: “أردت فعل شيء للتوقف عن إضاعة الوقت وتجميع النساء الناجحات لتمكين بعضهن بعضا. إذا كنت امرأة في مستوى تنفيذي، فغالبا ما تكونين الوحيدة، ما يعني أنك تقاتلين من أجل نفسك، بين مجموعة من الرجال”.
رابنموتر أو “الأمهات الغراب” مصطلح مهين لأي شخص يعد أما مهملة في ألمانيا.
“هناك توقع من القرون الوسطى أن المرأة الألمانية يجب أن تكون في هذه الصورة النمطية المثالية، التي بإمكانها تحقيق أداء متفوق في كل المجالات خارج مكان العمل”، كما تقول زينيا زو هوهنلوهي، التي تتنقل بين شركتها للاستشارات البيئية وتربية طفلين.
هذا الوضع قد يبدو مفاجئا بالنسبة لبلد تقوده الزعيمة السياسية الأنثى الأكثر نفوذا في العالم، المستشارة أنجيلا ميركل التي ستثبت الشهر المقبل وزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورسولا فون دير لاين، وهي أم لسبعة أطفال، في أعلى منصب في الاتحاد الأوروبي، رئيسة للمفوضية الأوروبية.
ينبع التباين إلى حد كبير من ثقافة الشركات المحافظة والمجتمع.
تتذكر فيسفا ماكوابيني أنها نصحت بارتداء ملابس مختلفة بعد فترة قصيرة من بدء العمل في ألمانيا.
اشترت الكندية المولودة في زيمبابوي “البذلة الرمادية المملة والأحذية الزرقاء” التي نصح بها رئيسها الذكر، وانطلقت وظيفتها، حيث وصلت في النهاية إلى دور كبيرة خبراء التكنولوجيا والابتكار في شركة ساب.
على الرغم من أن السيدة ماكوابيني ترتدي الآن ذوقها الخاص، إلا أن “نماذج الأدوار التقليدية لا تزال قوية”، كما يقول ماركوس هاينين، رئيس الخدمات الاستشارية للأشخاص في منظمة إي واي لألمانيا وسويسرا والنمسا.
هذا لا يشجع الرجال على أخذ إجازة أمومة أو غيرها من الأعمال المنزلية، التي تزيد الضغوط على الأمهات العاملات اللواتي يواجهن في الأصل انتقادات لعدم البقاء في المنزل.
يقول هاينين: “بما أن كثيرا من الشركات تجادل أن المرشحات الإناث غالبا لا تتوافر لديهن الخبرة الإدارية للتأهل للمناصب العليا، من الواضح أن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد داخليا لإعداد النساء لأدوار إدارية”.
وإلى أن يتم ذلك، ستفشل الشركات الألمانية في جني فوائد الأداء المحسن المرتبط بتنوع الفكر في المناصب العليا.
إيريس بلوجر، عضوة مجلس الإدارة التنفيذية في مجموعة بي دي آي للضغط الرئيسة للأعمال، تجادل أن الشركات الألمانية “تدرك بشكل متزايد أن من المهم وجود وجهات نظر وأساليب قيادة وطرق مختلفة لحل المشكلات”.
مع ذلك تؤكد أن “الأمر أكثر فعالية عندما تتوصل الشركات إلى هذا الإدراك بنفسها بدلا من إلزامها بالتغيير من قبل القانون”.
وتضيف الحكومة أن إدخال نظام الحصص عام 2015 للمجالس الإشرافية أدى إلى كثير من التقدم الذي جاء متأخرا عن زمانه.
نتيجة لذلك، تشغل النساء الآن 34 في المائة من مقاعد المجالس الإشرافية في كل الشركات الألمانية الكبيرة المدرجة، بارتفاع من 22.1 في المائة في عام 2015.
مع ذلك، تلك أدوار غير تنفيذية، فهي تشرف على مجالس إدارية منفصلة.
عندما طلب منها تحديد هدف لزيادة تمثيل النساء في تلك المجالس الإدارية، فإن نحو 70 في المائة من الشركات التي يشملها القانون، اتفقت على هدف عند “الصفر”، وذلك وفقا للحكومة.
أعلنت فرانزيسكا جيفي، وزيرة العائلة، الشهر الماضي خططا لفرض “عقوبات”، من المتوقع أن تكون غرامات على الشركات التي تحدد هدفا عند الصفر دون تفسير.
حتى لو لم يكن هناك مقاومة للتغيير من الشركات لا تزال الأمهات العاملات يواجهن الضربة المزدوجة من أنظمة الضرائب غير المفيدة والتعليم.
تقول السيدة زو هوهنلوهي، “يمكنك الحصول على أكبر عدد من الحصص، لكن إذا لم يمتثل نظام التعليم الحكومي”، فسيتم إحباط التقدم بسبب يوم دراسي قصير، وندرة دور الحضانة.
بالنسبة إلى كثير من الأطفال غالبا ما ينتهي اليوم الدراسي وقت الغداء. دور الحضانة قليلة ومتباعدة بين ألمانيا الغربية وألمانية الشرقية الشيوعية السابقة حيث تعمل الأمهات عادة.
هناك مشكلة أخرى هي نظام ضرائب “اقتسام الفرق” الذي يعاقب معظم الأزواج العاملين خاصة الأمهات.
تقول كاثارينا وروهليتش، رئيسة اقتصاد الجنسين في مؤسسة دي آي دبليو الفكرية “الشريك ذو الدخل المنخفض، وهذا عادة ما يكون الزوجة، ينتهي بدفع معدل ضريبة هامشي أعلى مما لو كانت تخضع للضرائب على أساس فردي، لأن دخلها مرتبط بدخل شريكها”.
تقول وروهليتش إن النمسا والسويد وإيطاليا ألغت نظاما مماثلا في السبعينيات، لكن في ألمانيا “لا توجد أغلبية لإصلاح” ميزة ينظر إليها بشكل خاطئ على أنها مكافأة للمتزوجين.
حقيقة أن الفجوة في دخل الشريك غالبا ما تحدث بعد أن تأخذ المرأة إجازة لإنجاب الأطفال، تساعد في تفسير السبب في أن المنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت “لأعوام تشتكي من أن نظام الضرائب الألماني يلحق الضرر … بالنساء المتزوجات ولديهن أطفال”.
بالنسبة إلى جوليا بيلاباربا، إخصائية علاج الأزواج في برلين، فإن المشكلة الحقيقية هي أن المجتمع الألماني “لا يوجد لديه سيناريو لكونك إما أما جيدة بما فيه الكفاية أو أبا جيدا بما فيه الكفاية”.
وتضيف: “ما ألاحظه هو أن الأم تعمل بجد في حياتها المهنية ولديها طفل، وتتعرض للإجهاد في محاولة أن تكون أما مثالية، ثم تحاول تجنيد شريكها ليكون أبا مثاليا، وهكذا فإن المعركة في شأن تربية الأطفال تتصاعد” لا غير.

شاهد أيضاً

التقاء الأسرة يخفف من القلق والتوتر

قطر ..خبيرات: ترتيب الأولويات يعزز مشاركة المرأة في قضايا التنمية

أكد عدد من الخبيرات في مجالات البرمجة العقلية والنفسية والتنمية البشرية أهمية وضع جدولة منتظمة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com