الرئيسية / أخبار / د. إلهام قطان  تكتب:همة حتى القمة لليوم الوطني الـ ٨٩ والرؤية في تمكين المرأه السعودية 
د. إلهام قطان
د. إلهام قطان

د. إلهام قطان  تكتب:همة حتى القمة لليوم الوطني الـ ٨٩ والرؤية في تمكين المرأه السعودية 

بنظرة سريعة على خارطة العالم  نجد المملكة العربية السعودية في قلب العالم بحلقة الوصل بين ثلاثة قارات مشتمله على إرث كبير من الحضارة والتاريخ كما تشكل مركز حيوي و لوجستي هام جداً .
وتقف السعودية الحديثة الآن على عتبة النهوض الاقتصادي الذي يتوقع أن يمهد الطريق لرفع مستوى التنافسية والقياس، بما تُشكله وتيرة الإصلاحات السياسيةوالإقتصادية التي تتزداد بشكل ايجابي تركز على رؤية شاملة تعتمد على التغير المستقبلي بنظره تنوعيه مرتكزه على الإقتصاد المعرفي و تحديث الطاقات البشريه وخلق فرص تشغيل لكافة مواطني الدولة من الجنسين فقد جاء في آخر الدراسات الإحصائية بأن قرابة 70 في المائة من مواطنيها هم دون سن الثلاثين بما يتيح الفرص للطاقات الشابه الغير مستغلة لمزجها مجتمعياً و فكرياً و ثقافياً ؛ و من وجهة النظر فإنه ليس هناك مجالاً للشك في أن المرأة السعودية اصبح لها دورًا محوريًا وقيادي في المشاركة لإطلاق هذه الإمكانية الهائلة للرؤيه و التطوير و التحول الإيجابي للمستقبل. فمن خلال الرؤية 2030 الحديثه للدوله لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله نجد أن تحقيق الريادة للسعودية على كافة الأصعدة وعلى المستوى العالمي، تأتي في ثلاثة محاور  – مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر ، و وطن طموح وهي رياده ثلاثيه ترتكز على المقومات الإيجابيه إضافه الى المركز الإستراتيجي و الموقع الحيوي و الثروات التي لا تنضب مما يعزز و بشكل كبير على تطوير المجتمع الذي انتقل بهذه الرؤيه الى الإيمان و الإستثمار الفعلي في المواطن و اعتبرته المقياس الأبرز و الهام لتحقق هذه الرؤية، فضلًا عن غرس روح الإنتماء و الولاء و المسؤولية بالمشاركة في التطوير وتحقيق الطموحات لبناء اقتصاد متنامي و مزدهر .

وليس هناك أدنى شك في أن أبرز ملامح تعزيز التحديث المستقبلي للمجتمع السعودي كان في التشريعات التي دعمت تمكين المرأة قيادياً و مهنياً و دمجها في مشاركة القرارات كأهم التحولات التي تقوّي إيجابياً السياسات المستقبليه ، فلا ريب في ذلك و السعوديه تشق طريقاً طالماً كان تطلعاً و حلماً غدى الآن حقيقه و واقع نفتخر به ويُشار إليه بالبيان.
 
وقد أظهرت المرأة بما أولته الدوله لها من ثقه و مكانه تفوقًا منقطع النظير في ميادين مختلفة في التعليم والرعاية والصحة و الاقتصاد وقطاعات المال والاستثمار، حيث نجد الكثير من النماذج المشرفه للمرأة السعودية التي تقدم صورة مشرقة عبر الإنجازات والنجاحات التي تحققها على كافة الأصعدة.
 
وجاء تمكين المرأة للمرحله المستقبليه كأحد أهم ركائز التعزيز والتقوية لمنظومة الأداء الحكومي و تميزه مع منحها القدرة على تولي العديد من المسؤوليات و المهام القيادية وإشراكها في قطاعات العمل المختلفة، وتمكينها من إدارة المناصب العليا ذات القرارات المؤثرة، قيادياً و إدارياً بما يضفي على المنظومة التميز بعيداً عن النمطيه والريادة وذلك بدور فاعل ومحوري في رؤية 2030 التي اتاحت الدمج التطوري فكرياً و مهنياً و ادارياً ؛ كيف لا و هي عنصر من عناصر قوة المجتمع لا غنى عنه ، ولعل من أبرز تجليات تمكين المرأة السعودية الترحيب بإيصالها إلى المناصب القيادية والمؤثرة، مع الترحيب الدائم و الداعم أمام المبدعات والمثقفات ذوات التعليم والفكر المتقد للمشاركة في النهضة والبناء، دون التخلي عن العادات الأصيلة والإرث الحضاري للبلاد.
و تشكل النساء السعوديات في الوقت الحالي قرابة نحو 20 الى 25 في المائة من القوى العاملة، حيث تطمح الرؤية بمفوهمها الحضاري الشامل إلى زيادة هذه النسبة بما تتخذه القيادةالسعودية من تشريعات لتحقيق هذا الهدف، التي كان من أبرزها السماح للنساء بالبدء في أعمالهن الخاصة، والسماح بقيادة السيارة، إضافه الى تعزيز تمكينها بتوليها المناصب القيادية.

كما أن ما يبرز و يميز رؤية السعودية 2030 من ناحية اجتماعية حديثه هو تعزيز الشخصية السعودية في بناء منظومة ذات قيم ترتبط بإرث المملكة وعناصر وحدتها ومبادئها الراسخة، وذلك عبر جملة من المبادرات التي تستهدف تعميق الانتماء الوطني لدى المواطنين، وتقوية روح الوسطية والتسامح والمشاركة والتأثير حيث تؤسس لمنهجية دعم التوجهات التي تخاطب الشباب من الجنسين بأسلوب ثقافي و عصري يعزز لديهم روح المبادرة والعطاء والتطوع،  ويزرع فيهم قيم المواطنة والولاء بما يسهم ويرسخ المنجز السعودي الفكري والتنموي الحضاري والإنساني للسعوديه.
 وحينئذ فإن الغايه و الهدف الأجل يكمن في تحسين نمط العيش الفكري و الثقافي للفرد والمجتمع وتكوين أسرة يكون لها دور فاعل ومؤثر عن طريق مناخ يشجع المبادرات الجاده و الطموحه واتاحة الفرص في تهيئة اسلوب الحياة المميز و العصري ينهض بالجوده المجتمعيه كمستوى معيشي راق ، حيث يصبح العيش في السعودية في صدارة أفضل البلدان عالميًا بما يتوافق و الأهداف النبيله للرؤيه و يحقق الوصول لصدارة المدن الأكثر تحضر و رُقي معيشي و اقتصادي و فكري .

*بقلم :د. إلهام قطان /عضو هيئة تدريس  جامعة طيبة

شاهد أيضاً

الجامعة العربية توقع مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة خطة العمل لعام 2024

فعالية توقيع خطة العمل لعام 2024 ضمن اتفاقية التعاون بين إدارة المرأة والمكتب الإقليمي لهيئة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com