الرئيسية / أخبار / سعاد شريط تكتب من الجزائر لـ”العصفورة نيوز” : مكانة المرأة في المجتمعات ..مقتطفات عبر التاريخ
سعاد شريط
سعاد شريط

سعاد شريط تكتب من الجزائر لـ”العصفورة نيوز” : مكانة المرأة في المجتمعات ..مقتطفات عبر التاريخ

*الجزائر من سعاد شريط:

لم يعرف موضوع المرأة تناول شامل عبر العصور مثل ما عرفه خلال القرن العشرين، وذلك باعتبار ان هذه الشريحة تكون ما يقارب نصف المجتمع ،و كما هو معلوم فالمجتمع يبنى برجاله ونسائه ،و تبقى هذه الطاقة الهائلة كامنة ما لم يفعلها المجتمع لجلب الرفاه و التنمية المستدامة ولكي تنعكس ايجابا على المجتمع وعلى افراده. مما سيؤدي حتما الى الرفع من قدرات البلد اما إذا اهملت أو أسيء توظيفها فإنها س تؤدي إلى نتائج عكسية في وقت اصبح للجهد البشري ثمن و الوطن في حاجة لجهد كل ابنائه ذكورا واناثا ،ولا سيما نحن نعيش عصر العولمة حيث لا مكان للضعفاء .
إن دخول المرأة الى عالم الشغل بكل مسؤولية على قدم المساواة مع الرجل سيعمل دون شك على ترقيتها الاجتماعية من جهة و القضاء على الفقر الذي يمس غالبا شريحة النساء بنسبة كبيرة من جهة اخرى حتى اضحى يقال ان للفقر جنس هو الانوثة.
وكما لا يخفى على احد ان عمل المرأة يخضع لعدة اليات منها الاداة القانونية التي تحدد وضع المرأة وترسمه فإذا منح القانون لها مركزا مميزا ظهرت اثاره في الواقع المعاش و العكس صحيح.
ورغم ان القوانين تكرس مبدا المساواة فإنها تقوم بأنبل وظيفة في هذه الحياة تتمثل في الانجاب و التي بفضلها يتكاثر الجنس البشري ،تكابد فيه كل انواع العذاب و المشقة جراء الحمل و الوضع وهي من اشق المراحل التي تجتازها، كما تتميز عن الرجل بضعف نسبي لبنيتها الجسدية مما يحول دون قيامها بأعمال شاقة وخطرة و مما دفع بعض المشرعين و إلى وقت ليس بالبعيد إلى احاطتها بحماية قانونية تمكنها من اداء وظائفها الطبيعية على أحسن حال و التوفيق بين عملها خارج البيت بوصفها عاملة منتجة مسؤولة وعملها داخل البيت بوصفها أما تناط بها تربية النشء و القيام على رعايته احسن قيام.

وضع المرأة في المجتمعات

سيكون من المجحف ان تحدثنا عن اطار تواجد المرأة في المجتمع المعاصر دون الرجوع الى التاريخ وتتبع وضع النساء في المجتمعات السابقة ،لان الموروث الاجتماعي و التاريخي هو اصل واقع اليوم.
وسوف نقف على ماض المرأة عبر العصور لبيان مكانتها ودورها في المجتمعات القديمة انطلاقا من اليونان و الرومان و الهند والصين فالعرب ومن ثمة المجتمعات الحديثة في الدول الغربية

المرأة في مجتمعات الحضارات القديمة

اعتبرت المجتمعات القديمة المرأة مخلوقا ناقصا و ناقص الاهلية و كانت مهضومة الحقوق و مهيضة الجناح
كانت مسلوبة الحرية ولا حق لها و كانت سلعة تباع وتشترى و تورث كالمتاع و الحيوان.

المرأة عن أهل الهند

كان اهل الهند ينظرون إلى الانثى بمجرد ما أن تخرج من بطن أمها نظرة تشاؤم و احتقار ويعتبرونها عار يجلل الاسرة بحالها.
وقد جاء في شرائع الهندوس:( ( ليس الصبر المقدر ،و الريح و الموت و الجحيم و السم و الافاعي و النار أسوء من المرأة .))
اما في شريعة مانو او قانون مانو :
فنصت احد مواده على انه لا يحق للمرأة في اي مرحلة من مراحل حياتها ان تجري اي امر وفق مشيئتها ورغبتها حتى ولو كان ذلك لأمر من الامور الداخلية لاسرتها.
ونصت مادة اخرى على ان المرأة في مراحل الطفولة تتبع والدها و في مراحل شبابها تتبع زوجها فإذا مات تنتقل الولاية إلى ابنائه أو إلى رجال عشيرته الأقربين فإن لم يكن له أقرباء تنتقل الولاية إلى عمومتها فإذا لم يوجد أعمام تنتقل إلى الحاكم و السبب في ذلك حسب قانون مانو ان مانو لما خلق النساء فرض عليهن حب الفراش و الشهوات الدنسة و التجرد من الشرف و سوء السلوك فالنساء دنسات وهذه قاعدة ثابتة.
وتحدد هذه الشريعة دور النساء في الولادة و التربية و خدمة المنازل.
و على العموم كان اهل الهند قديما ينظرون إلى النساء بازدراء شديد و احتقار كبير ولم يكن لها اية مكانة تذكر الا في بعض المهام المنزلية و في حدود ضيقة.

ـ المرأة عند الصينيين

يتشابه وضع المرأة في الصين مع مكانته الاجتماعية في الهند. و عن دورها في المجتمع الصيني في رسالة قديمة كتبتها احدى سيدات الطبقة العليا حيث تقول:
(( نشغل نحن النساء أخر مكان في الجنس البشري ،و يجب ان يكون من نصيبنا احقر الاعمال))
و قد اعتبرت الشريعة الصينية المرأة مخلوقة خصصت لخدمة الرجل فهو يتصرف بها كما يشاء فأصبحت تباع وتشترى وتحجز لسداد الديون و تكون دمية يتسلى بها الرجال.))
و يقول كونفيشيوس في ذلك:
(( الرجل رئيس و عليه أن يأمر و المرأة تابعة و عليها ان تطيع و ذلك حفاظا على نظام الكون .))
وقام البعض بقتل الإناث بعد ولادتهن مباشرة كرها لهن و خشية من الفقر.
وكانت المرأة في المجتمع الصيني تابعة و خاضعة لسلطة الرجل بوصفها سلعة تباع وتشترى و تقايض وليس لها حق التملك و لا الميراث و لا التجارة و لا رأي.

ـ المرأة في عهد اليونان

في اول عهود المجتمع اليوناني بالحضارة ،كانت المرأة منغلقة على نفسها محصنة وعفيفة لا تغادر البيت وتقوم بكل ما يحتاج اليه من رعاية
محرومة من التعليم
لا تساهم في الحياة العامة
كانت في درجة من الاحتقار حتى سميت رجسا وارتبطت بالشيطان
كانت سلعة تباع وتشترى و تورث كالمتاع
ليس لها حقوق مدنية ولا حقوق مالية
اما في اسبرطة فقد اتسعت دائرة حقوقها بإعطائها شيء من الحقوق مثل الارث واهلية التعامل و لم يكن ذلك اعترافا لها بالأهلية و انما لان اسبرطة كانت تعيش ظروف الحرب و اشتغال الرجال بها فتركوا التصرف للنساء في حال غيابهم. و قد عاب الفيلسوف ارسطو اهل اسبرطة هذه التصرفات وارجع اسباب هزيمتهم امام اثينا الى هذه الحرية المبالغ بها.
وقد لخص احد الخطباء اليونان مظاهر دور المرأة فيما يلي:
النساء ثلاث انواع
العاهرات للذة
الخليلات للحفاظ على اجسامنا
الزوجات ليلدن لنا ابناء شرعيين
النساء في عهد الرومان

نص قانون الالواح الاثني عشر اليوناني على ما يلي:
((ان من اسباب فقدان الاهلية و انعدامها كصغر السن، الجنون و الانوثة))
وكانت المرأة بنتا او زوجة تحت سلطة رب العائلة المطلقة يطلق بغير وجه حق و يطرد ويبيع ويستولي على املاكهن .
اما اذا تزوجت ابرمت مع زوجها اتفاق السيادة اي سيادة الرجل عليها لتنتق السلطة الابوية الى سلطة الزوج
تغيرت بعض ادوار النساء في العصر الروماني الذهبي فخرجن الى الاسواق لتتعاطين التجارة مما اعطى لهن بعد ذلك منزلة حسنة في الهيئة الاجتماعية.ولكنها بقيت فاقدة للأهلية و تخضع للرجل و لا تشارك في الحياة العامة للبلاد

ـ المرأة عند العرب في الجاهلية
لم يختلف دور المرأة في المجتمع العربي الجاهلي عن دورها في بقية المجتمعات القديمة, فقد كان العرب قديما يمدحون الذكر ويفضلونه على الانثى لما له من فضل فكان المحارب عن القبيلة جالب الشرف بينما الانثى الكائن الضعيف و الحقير المجلب للرذيلة و العار على قول احد الشعراء
إن النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من كيد الشياطين
فهن اصل كل بلية ظهرت في الدهر و الدنيا و الدين
يمارسون عليها الوأد بوصفها كائنا رذيلا خسيسا لا يكون من ورائه الا العار.
عند بعضهم يتركها الى السادسة و يحفر لها بئرا لدفنها حية، و عند بعضهم كانت الوالدة اذا جاءها مخاض جلست فوق حفرة محفورة فاذا كان المولود بنت دفنتها فيها واذا كان ولد عادت به الى الاهل.
وبعضهم يمسكها مهينة ويلبسها جبة الصوف ويرسلها الى البادية لترعى غنمه.
وحسب بعض الباحثين فإن الوأد لم يظهر إلا في قبائل معدودة كمضر و خزامة و تميم.
وكانت المراة غنيمة حرب مطلوبة للخدمة و الاستمتاع كانت كالمتاع تورث ولا ترث و دون اهلية و تساوم على حياتها و شرفها.

ـالمرأة في الاسلام
جاء الاسلام في وسط جاهلي ينعت المراة بالرذيلة و النقص و الاحتقار فجاء لينقذها ويحررها من تلك العادات و التقاليد البالية و يرفع مكانتها و يكرمها ،فحرم الوأد وجعله اثما عظيما بقوله تعالى: ((و إذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت)) وقول الرسول الكريم ص(من ولد له انثى فلم يئدها اي لم يدفنها ولم يهنها ،ولم يؤثر ولده عليها ادخله الجنة)) رواه ابو داود و احمد بن حنبل
وقد اقر الاسلام للمراة بعذ لك حقوقا كثيرة بدءا بالمساواة التامة مع الرجل في الانسانية و التكليف و الجزاء.
المساواة في الانسانية
وفي هذا نزلت الاية الكريمة:( (جعل لكم من انفسكم ازواجا)) الاية 11 من سورة الشورى
و في الاية الكريمة ((…..فجعل منه الزوجين الذكر و الانثى)) الاية 39 من سورة القيامة
المساواة في التكليف
و في هذا نزلت ايات كثيرة ومنها الاية الكريمة(( إن المسلمين و المسلمات، و المؤمنين و المؤمنات ،و القانتين و القانتات ،و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات، و المتصدقين و المتصدقات، و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله و الذاكرات، اعد الله لهم مغفرة و اجرا عظيما.)) سورة الاحزاب الاية 35
المساواة في الجزاء
ثم ساوى الاسلام بين شقي الانسانية و الجزاء
في قول الاية الكريمة: ((..فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر و انثى ،بعضكم من بعض)) الاية 195من سورة ال عمران
و الاية الكريمة: ((ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة و لا يظلمون نقيرا)) الاية 124 من سورة النساء.
المرأة في المجتمعات الغربية
لقد عاشت المرأة خلال القرون الوسطى في ظلام حالك حيث كانت للقوي السلطة المطلقة على الضعيف و كان النظام الاقطاعي يعطي للسيد سلطة الامر و النهي فيملك الارض بمن عليها و يستعبد الابناء بتوريثهم الاقطاع من ابيهم فيصبحون عبيدا لسيدين في ان واحد.
كانت المرأة فاقدة الاهلية ولا مناص من اقامة وصي عليها و قد عرفت وضعا تميز بالانحطاط ومحلا لنعوت فاسدة اشدها ما ذاع في عصر انتشار الرهبانية من انها هي الشيطان او مشعل الشيطان و كانت سلعة تباع وتشترى في اوربا .
يقول الفيلسوف هربرت سبنسر في كتابه :(علم الاجتماع) :ان الجال كانوا يبيعون الزوجات في انجلترا فيما بين القرن الحادي عشر الميلادي و قد سنت المحاكم قانونا يخول للزوج بيع زوجته الى رجل اخر لمدة محدودة وظل هذا القانون حتى سنة 1931 حيث باع رجل زوجته ب500 جنيه ن القضاء الغى هذا العقد لان القانون الصادر سنة 1805 يمنع بيع الزوجات.
وبقيت النساء محرومات من الحقوق السياسية و المدنية في معظم الدول الاوربية حتى بعد الحرب العالمية الثانية
حتى انه في القرن الخامس عشر بباريس انعقد مؤتمر حول المرأة لمعرفة هل هي انسان ام لا؟
المرأة في المجتمعات العربية
بعد عصر الانحطاط و استعمار الدول العربية و الوصاية عليها تراجعت حقوق المرأة كثيرا نتيجة
الفقر والتجهيل وظهور الشعوذة و قد وصل الامر الى نسب بعض الاقوال للرسول الكريم ص بعدم تعليم الاناث و التزام الشدة و القسوة مع الانثى واحتقارها .
وقد حافظ الاستعمار على التقاليد البالية و الرجعية التي كانت معظمها مستمدة من الخرافات و الاكاذيب مما ادى الى اندثار دور المرأة في المجتمع آنذاك.
ومع بداية ظهور البوادر الاولى للحركات الوطنية و تطور الفكر التحرري العربي بدأت المرأة في المشاركة ولو بشكل محتشم .
وبعد الاستقلال و جلاء الاستعمار بدأت الحركات في تطور للقضاء على العادات و التقاليد البالية التي حرص الاستعمار على ابقائها و التي تتناقض اغلبيتها مع رؤى التطور و التنمية و التقدم حيث تم ادخالها و اقحامها في عالم الشغل كمواطنة كاملة الحقوق

المسؤولية العائلية للمرأة العربية:
كانت و مازالت المسؤولية العائلية عند المرأة العربية محصورة في الانجاب و الاهتمام بشؤون المنزل الداخلية دون الخوض في القرارات العائلية , او في كيفية تربية الابناء فكانت المرأة و مازالت القاصر الذي لا يبلغ سن الرشد ابدا.
…. يتبع…..

وضع المرأة في دول الربيع العربي

شاهد أيضاً

التقاء الأسرة يخفف من القلق والتوتر

قطر ..خبيرات: ترتيب الأولويات يعزز مشاركة المرأة في قضايا التنمية

أكد عدد من الخبيرات في مجالات البرمجة العقلية والنفسية والتنمية البشرية أهمية وضع جدولة منتظمة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com