أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / عبدالوهاب خضر يكتب :حكيم الكويت ..و”سلوى” الَّتِي لَمْ تَمُتْ
عبدالوهاب خضر
عبدالوهاب خضر

عبدالوهاب خضر يكتب :حكيم الكويت ..و”سلوى” الَّتِي لَمْ تَمُتْ

للمرة الثالثة على التوالي ،وفي مهمة صحفية زرت دولة الكويت مؤخرا ، وعلى هامش العمل مررنا من أمام قصر “الأمير المتواضع”،وقالت لي العزيزة د. سناء العصفور أمينة المرأة في نقابة التربويين الكويتية أن هذا القصر البسيط يعيش فيه “أميرنا” ،وأنه يطلق عليه إسم “بيت سلوى” ..من هي “سلوى” ..وما هي حكاية ساكن هذا البيت البسيط ؟ ..وللإجابة ،وبقراءة بسيطة في كل ما يكتب عن “أمير الإنسانية ” نجد أنهم يقولون عنه أن خلف ابتسامته التي لم تختف رغم مروره بأشد المواقف وطأة، يُخفي أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح “حزناً عميقاً” فهو ذاق طعم اليتم أربع مرات في حياته، الأول حين رحلت والدته منيرة العيار وهو فتى صغيرا، قبل أن يُفجع بوفاة والدته الثانية الشيخة بيبي السالم التي تولت ترتبيته- والدة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح-، علما أنه ذاق اليتم الثالث على يد الشيخة فتوح السلمان التي عاشت معه على “الحلوة والمرة”، وصبرت حين كان زوجها يغفو في طائرة ويستيقظ في مطار بحثا عن حل سياسي لأزمة عربية، فيما ظل “حكيم الكويت” وفياً لذكراها رافضا أن يتزوج بعدها.
وإستمرارا لبعض القراءات التي حرصت على متابعتها عن “الأمير المتواضع” أنه وفي عيد الأم بدا أن اليتم الرابع الذي عاشه صباح الأحمد كان الأقسى والأصعب بلا جدال، وتمثل في وفاة الشيخة سلوى صباح الأحمد عام 2002، فهي إبنته الكبرى التي تولت احتضان والدها الشيخ صباح وشقيقيها ناصر وزير الدفاع الحالي،فرحيل الشيخة سلوى لم يكن أمرا عاديا في حياة الأمير الذي وقف رابط الجأش وهو يتلقى التعازي برحيلها، إذ تروي أوساط كويتية أن الشيخ صباح لم يبك منذ تلقيه نبأ انتقالها إلى الرفيق الأعلى، حتى انفضت أيام العزاء، لكنه ما إن دخل منزلها حتى فاض بالبكاء.
تقول أوساط كويتية أن الشيخ صباح الأحمد أصر على تسمية دارته الخاصة المطلة على ساحل الخليج العربي بـ”دار سلوى”، عرفانا لـ”الأم الحنون” التي فارقته، فشعر بـ”ألم اليتم” بعدها، إذ كانت الشيخة سلوى تتولى الإشراف على وضع اللمسات الأخيرة على دار والدها، قبل أن يفاجئها “المرض الخبيث”، الذي خاضت ضده سلسلة معارك علاجية قبل أن يوافيها “الأجل المحتوم” في يونيو 2002.
وكثيرا ما يروي الشيخ صباح الأحمد في مجالسه الخاصة أنه يحن إلى سلوى كثيرا، وأن اعتماده عليها في شؤون أسرته كان كبيرا، قبل أن يهمس للدائرة العائلية المقربة منه بالقول إنه يعتقد أحيانا أن سلوى لم تمت حتى الآن، وأنه يراها يوميا في عيون الشيوخ حصة وأحمد ودعيج وسارة أبناء سلوى من زوجها الشيخ فهد الدعيج السلمان الصباح، علما أن سارة الوكيلة في الديوان الأميري بدت في المرحلة الماضية “شديدة القرب” من جدها الأمير، وهو ما يعزي الشيخ صباح الذي أصبح على قناعة أن سلوى لم تمت، وأنها حية بأولادها الذين لا يفارقون جدهم، الذي نصّبه العالم أميرا للإنسانية عام 2014.
ورغم كمية الحزن التي يخفيها الأمير الكويتي، لكن سرعان ما يفاجئ ضيوفه بـ”ابتسامته”، التي فسرها يوما بأنها طبيعية ولا يتصنعها، فيما تنسب أوساط كويتية إلى الأمير صباح رفضه الرد على الإساءة بإساءة، وأنه يهوى العيش على طبيعته وعفويته، وبدون أي تكلف أو رسميات مبالغ بها، كما أنه لا يأكل كثيرا، وينام مبكرا، ويستيقظ في وقت مبكر جدا، حتى أنه يبدأ بمتابعة بعض تفاصيل الحكم اليومية قبل أن يستيقظ الوزراء والمسؤولين..هكذا يقول عنه شعبه ،ووسائل إعلام بلاده الذي لم ينافقه ..بل يقول عين الحقيقة،عن قلبه النابض أو عن “الأمير الطيب”.

*عبدالوهاب خضر “صحفي مصري”

شاهد أيضاً

اردنيات

الأردن..تمكين المرأة يواجه تحديات في بيئة العمل وبناء القدرات

أظهر تقرير سير العمل في الربع الأول من البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وجود تحديات …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com