أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار / شمس القصابي… أول قطرية تدير متجراً ومطعماً في سوق “واقف”
القطرية

شمس القصابي… أول قطرية تدير متجراً ومطعماً في سوق “واقف”

سجلت شمس القصابي اسمها كأوّل قطرية تفتح متجراً وتدير مطعماً شعبياً في سوق واقف في العاصمة الدوحة، وقد حصلت على جوائز محلية وخليجية ودولية عدة، منها أفضل مشروع ريادي في قطر، وشهادة التميّز في الإنتاج الذاتي. ومنحها المركز الثقافي البريطاني في الدوحة صحناً تراثياً عمره أكثر من 200 عاماً.

طريق رائدة الأعمال المعروفة بـ”شموس” لم يكن سهلاً وسط مجتمع محافظ، إلا أنها قهرت كل التحديات، وأثبتت أن التقاليد ليست عائقاً أمام نجاح المرأة. كما أن العمل والنجاح لا يتعارضان مع طبيعة المرأة ودورها الأساسي في المجتمع.

وقالت شموس ، إنّ عملها لم يتعارض أبداً مع كونها زوجة وأماً، وتحدثت عن مشوارها الطويل الذي بدأته قبل أكثر من عشرين عاماً. في ذلك الوقت، لم يكن المجتمع القطري منفتحاً كما هو اليوم. “كنت أرافق جدتي خلال ذهابها إلى دكان أبي في سوق واقف، الذي يبيع فيه البهارات. كثيراً ما تمنيت أن أكون مثل أبي”.

وأضافت: “في بداية حياتي الزوجية، كان زوجي يعمل مديراً للخدمات العامة في أحد مواقع قطر للبترول في مدينة دخان (تبعد عن الدوحة نحو 90 كيلومتراً على الساحل الغربي)، فانتقلنا للعيش هناك. خلال أيام رمضان، كان الموظفون يجلبون طعامهم ويتشاركون مأدبة الإفطار، وقد أبدى هؤلاء إعجابهم بطعامي، ما شجعني على تدريب الطباخين والعاملين الآسيويين الذين يعملون في مطاعم قطر للبترول التابعة لإدارة الخدمات التي يديرها زوجي، على كيفية الطبخ وإعداد الوجبات القطرية”.

في منتصف عام 2001، بدأت شمس تجربتها العملية الأولى في سوق العمل، من خلال معرض الأسرة العصرية الذي نظمه دار الإنماء الاجتماعي آنذاك. وفي ما يتعلق بالتحدّي الأول الذي نجحت في تجاوزه، تقول شموس: “لم يكن لدي المبلغ المالي الكافي للمشاركة في المعرض، فتذكرت قول والدي إن التاجر الناجح يبدأ من الصفر. بدأت أعد المخللات في منزلي وأبيعها للجيران. وخلال أسبوع، صار في حوزتي 500 ريال (نحو 137 دولاراً)، وكان هذا المبلغ رأسمالي للمشاركة في معرض الأسرة العصرية”.

تذكر أنها كانت تُجهّز البهارات نهاراً وتطحنها حين ينام الأطفال. خرجت من المعرض الذي امتد عشرة أيام بـ 32 ألف ريال (نحو ثمانية آلاف و700 دولار). بعدها، أصبح الإقبال أكبر وزاد الطلب وشاركت بـ 12 صنفاً من البهارات والمخللات، وصلت اليوم إلى 400 صنف محلي، وقد وصلت شهرتها إلى دول المنطقة وصار لديها زبائن من كبار المسؤولين في دول الخليج.
التحدي الأكبر كان نجاح شمس القصابي في كسر التقاليد الخاطئة التي كانت تقف عائقاً أمام عمل المرأة في بعض المجالات، من خلال إقدامها على افتتاح متجر ضمن سوق واقف التراثي الذي كان حكراً على الرجال في عام 2004.

تقول شموس أو أم محمد: “كنت مترددة في العمل بين التجار، خصوصاً أنني كنت المرأة الوحيدة وسط الرجال، وكان سوق واقف يُبنى في ذلك الوقت. شجعتني إدارة السوق على خوض التجربة، واخترت محلاً جعلت طابعه تراثياً. وبعد الافتتاح، كتبت الصحف المحلية في اليوم الثاني: “أول تاجرة قطرية في سوق واقف”.

لم تكتفِ بذلك. بعد نحو 10 سنوات حققت حلمها وافتتحت مطعماً شعبياً في سوق واقف تديره من الألف إلى الياء. وتقول أم محمد: “قرّرت الإدارة منحي محلاً في فندق البدع، وهو عبارة عن موقعين للبهارات ومطعم. البداية كانت مقهى تحول إلى مطبخ ثم مطعم. وعندما زارني سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (حاكم قطر السابق) وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر، أمرا بتوسعة الموقع. كان يتسع لـ 12 كرسياً وأصبح يتسع لـ 248 كرسياً.

تُقدم شمس أكلات تراثية قطرية بلمسات جديدة، منها المضروبة والمرقوقة والهريس والباجلا والنخي وطماطم بالبيض، وابتكرت أكثر من 20 نوعاً من الطعام من خبز الرقاق، منها ما هو سادة ومقرمش بنكهات الجبن والفلفل والزعتر وحشوة شوميلا وبيتزا رقاق.
كل الخلطات في المطعم تعدها شمس وحدها للزبائن. حتى أنها لا تسمح للعاملين معها بالتدخل حفاظاً على النكهات. يشهد مطعمها إقبالاً من المواطنين والمقيمين والسياح، وتزيّن صور شخصيات سياسية زارت المطعم واجهاته الداخلية، إضافة إلى شخصيات فنية ورياضية ومجتمعية. وأصدرت شموس كتابين في الطبخ، الأول بعنوان “ألف ياء الشموس” في عام 2001، والثاني بعنوان “ولائم الشموس” في عام 2003.
المصدر :العربي الجديد ووكالات 

شاهد أيضاً

اردنيات

الأردن..تمكين المرأة يواجه تحديات في بيئة العمل وبناء القدرات

أظهر تقرير سير العمل في الربع الأول من البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وجود تحديات …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by moviekillers.com