العصفورة نيوز موقع إخبارى نسائى
مقالات مشابهة
العصفورة نيوز//يحتفل العالم في الأول من شهر مايو/ايار من كل عام بيوم العمال ،وهي مناسبة تاريخية ترسخت لدي جميع بلدان العالم كلحظات يجري خلالها تكريم العامل بوصفه جندي من جنود العمل والإنتاج ،وإيمانا من البلدان المختلفة بالدور الذي يلعبه العامل في مسيرة التنمية والتقدم..ولعلني أرصد بداية وبالأرقام أحوال هذا العالم الذي نعيش فيه من واقع تقارير ومعلومات رسمية نكشف خلالها حجم المأساة التي يعاني منها عالم العمل والعمال في العالم ،من ظواهر كالبطالة والتشغيل والهجرة ،والتي أيقن العام من خلالها أهمية التوحد والعمل المشترك للقضاء عليها ،وتتنافس معظم الحكومات في البحث عن طرق جديدة من أجل القضاء على تلك الازمات المشتركة ..فقد حذرت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها لعام 2016 من أن استمرار ارتفاع معدلات البطالة عالميا وتواصل العمالة في ظروف غير مستقرة وقالت ان ذلك يؤثر و بشدة على أسواق العمل في العديد من اقتصادات الدول الناشئة والنامية..وتوقع تقرير بعنوان “توجه العمالة العالمية والمنظور الاجتماعي لعام 2016 “ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل بمقدار 2,3 مليون لتصل إلى 199,4 مليون بنهاية العام،وتعد هذه الأرقام أكبر بكثير من معدلات ما قبل الركود الاقتصادي…والأرقام التي لدينا هنا ايضا تؤكد أن هناك 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع، بالإضافة إلى 434 مليون عامل يعيشون في فقر متوسط، و 533 مليونا على حافة الفقر. فمن المؤسف أن العمل لا يضمن للكثير من الناس حول العالم الهروب من الفقر فهناك حوالي 1.5 مليار شخص تقريبا يعملون في ظل تلك الحالات الهشة، ويمثلون ما يعادل 46٪ من القوى العاملة العالمية، إنه أمر مثير للقلق، فهذه الأرقام في تزايد وليس العكس..وهو الأمر الذي يجب تداركه ومواجهته بكل الطرق ..وعربيا كانت آخر تقديرات لمنظمة العمل العربية التابعة لجامعة الدول العربية ان بلغت نسبة البطالة 17% في الدول العربية أي ما يزيد علي 20 مليون عاطل عن العمل، ويضاف إلي هذا المعدل البطالة “المقنعة”،التي ترجع الي تفشي أنواع التشغيل الهش في القطاع غير المنظم، كما تصل معدلات البطالة في فئة الشباب إلي ما يزيد علي 27 % ،وهو ما يمثل أكثر من ضعف معدل بطالة الشباب في العالم ،التي تمثل 12.7% في 2012 ، كما تتركز البطالة أيضاً في حاملي الشهادات الجامعية ، ويعود ذلك لعدم التوافق بين اتساع منظومة التعليم العالي ومحدودية الاقتصاد في إحداث فرص عمل كما ونوعا…ولعلني وبمتابعتي لمؤتمر العمل العربي الذي إنعقد في القاهرة في النصف الاول من شهر ابريل /نيسان /2016 وحضرته أطراف العمل الثلاثة من وزارات عمل وممثلين عن أصحاب الاعمال ،والعمال ،تبين لنا ما رصده هؤلاء من حجم أزمات البطالة والتشغيل عربيا ،وحرصهم على العمل العربي المشترك من خلال مواجهة البطالة ،وخلق فرص عمل ،وإقامة مشروعات صغيرة عن طريق بحث فكرة المدير العام للمنظمة فايز المطيري ،بتأسيس صندوق عربي لدعم المشروعات الصغيرة ،وأيضا الإهتمام بالتثقيف والتدريب ،وربط سوق العمل بالمناهج التعليمية ،وزيادة حجم الاستثمارات العربية /العربية ،فهي أفكار جدا ومهمة في ذلك التوقيت ،وتحتاجه أمتنا العربية أكثر من أي وقت مضى…..أن تحقيق التنمية المستدامة ،والنمو الإقتصادي عربيا لن تتحقق بدون توفير مناخ معتدل للعامل ،وهو ما تعيه كافة أطراف العمل العرب ،وهذا ما نلاحظه في كافة التصريحات الرسمية والعمالية والنقابية من خلال إيجاد تشريعات عمل متوانة تحقق التوزان بين الحكومة ورجال الأعمال والعمال ،وتحقق الوحدة وتقاوم التفرق والتشرزم ،وتضع كل طرف أمام مسئوليته تجاه وطنه وإستقراره ..
وإذا كان العامل العربي والعالمي يحتاج الى حقوق تتمثل في أجور عادلة تتماشي مع الاسعار ،وتوفير مناخ صحي وإجتماعي جيد ،واستقرار وتوازن في علاقة العمل مع صاحب العمل ،فإن عليه واجبات أيضا ،ومنها التزامه بالحوار الاجتماعي وعدم اللجوء الى الاضرابات وتعطيل العمل الا بعد المفاوضة طبقا للقانون ،وعدم الانصياع الى المخططات الخاريجية والافكار الهدامة التي تدفعه الي التخريب مثلا أو اللجوء إلى تشويه صورة بلاده في الخارج ،ولابد ان يدرك العامل انه شريك في العملية الانتاجية وبناء دولته والاعلاء من شأنها ،ولعلني اضرب مثالا يحتذي به مع عمال بلادي “الكويت” الذين توقفوا عن الإضراب في قطاع النفط منذ أيام معلنين أن رسالتهم وصلت وأن اضرابهم كان يهدف إلى إيصال “رسالة واضحة لا تحتمل اللبس بأحقية عمال وعاملات القطاع النفطي بمطالبهم،وأكدوا من خلال تلبية دعوة فض الإضراب على دورهم الكبير كونهم عصب اقتصاد البلاد وانهم حريصيين على استقرار بلادهم وتنميتها والاعلاء من شأنها ،وإحترامهم لحكومتها وقيادتها السياسية”.
إن 20 مليون عاطل عربي ،ومليون مهاجر في عام 2015 ،وملايين العمالة غير المنتظمة ،كلها وغيرها ملفات يجب أن تكون لها الأولوية على موائد صناع القرار في هذا الوطن ،وبما انني أتحدث هنا عن العامل وحقوقه ،فبالتأكد أن المرأة هي جزء لا يتجزأ من المطالب والملفات التي ذكرتها في مقالي هذا ،وإن كنت أريد أن ابرز أهمية الاهتمام بحقوق المرأة العاملة ،وتوفير بيئة عمل صالحة لها ،والمساواة بينها وبين الرجل العامل في كافة الحقوق والواجبات من خلال تشريعات وتوجهات عادلة ومحددة …وكل يوم عمال وأنتم بخير …
*بقلم /د.سناء علي العصفور..
